أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th January,2001 العدد:10338الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,شوال 1421

متابعة

الشيخ والأب الذي فقدناه
كم هو مفجع وكم هو مؤلم، عندما نفقد مثل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين اسكنه الله فسيح جناته، فهذا المصاب الجلل لا يخص شخص بعينه ولا أسرة معينة ولكنه هو خسارة جسيمة للعالم الاسلامي ولجميع محبي الشيخ وخصوصا من يعرفه او تعامل معه شخصيا.
إن العلم يزيد الانسان قدرا ومقدرة في كيفية وحسن التعامل وهذا يزيد محبة الناس في العلم والعلماء.
ولقد تشرفت بمعرفة سماحته عند تكليفي بالإشراف على مستشفى الملك سعود بعنيزة فوجدت منه كل نصح وارشاد بأبوة حانية وبعطف شديد وبعد كل مقابلة نسمع منه دعاء رحمة الله عليه لنا ولعامة المسلمين وتذهب وأنت تفكر في حال الناس وما تراه من سماحته رحمه الله وما للعلماء من دور هام واسلوب لو تعامل الجميع بجزء منه لكان العالم الاسلامي بخير وألف خير ولسادت المحبة والصدق بين أبناء المسلمين ولنا مع سماحته رحمه الله بعض المواقف التي تأسر القلب، فعند زيارته للمستشفى لزيارة المرضى يتوقف عند الكثير منهم ويدعو لهم ويوصيهم بالاحتساب، كما انه يوصي الأطباء والعاملين بالاهتمام بالناس ومدى أهمية ذلك في الدنيا والآخرة ولا يقبل ان يكون له استقبال او معاملة خاصة، بل احيانا يأتي ويذهب بدون ان نعلم عنه ولنا مواقف عندما اسلم مجموعة من الممرضات وكان لديهن بعض الاستفسارات التي رأينا انه لا يمكن ان يجاوب عليها غير سماحته رحمة الله عليه، حيث ان بعض الاخوان جزاهم الله خيرا كان لهم بعض الاجتهادات حول بعض المسائل,, وبعد ان قابلن سماحته رحمه الله واستمع الى اسئلتهن واجابهن باجابات طمأنتهن كثيرا شجعهن وحثهن على تشجيع غيرهن وكذلك عوائلهن وقدم لهن بعض الدعم المالي مما كان له الأثر في نفوسهن ونفوس غيرهن عند اخبارهن بذلك.
وهذه بعض المواقف القليلة التي تطرقنا لها غير ما كان يفعل سماحته رحمه الله في مساعدة بعض المرضى عندما تتطلب حالتهم العلاج لدينا او بعض الحالات عندما يتطلب علاجهم بمستشفيات خارج المنطقة وما كان يبذله من جهود لمساعدتهم ويسهل امورهم ومساعدة المسؤولين في تلمس احتياجاتهم، كما اننا لاحظنا محبة الناس له رحمة الله عليه حيث الكل يرى انه خسارة عليه ورأينا كيف الناس يعزي بعضهم البعض في وفاته رحمة الله عليه ولقد تلقينا اتصالات عديدة من خارج عنيزة ومن داخلها وان الخسارة خسارة للجميع فرحمه الله واسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه خاصة وأبناء المسلمين عامة الصبر والسلوان ولا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون .
د, عبدالرحمن بن عبدالله كركمان
المشرف العام على مستشفى الملك سعود بمحافظة عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved