أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th January,2001 العدد:10338الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,شوال 1421

متابعة

دروس من حياة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
الحمد لله على كل حال ولا نقول إلا ما يرضي ربنا فإنا لله وإنا اليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها.
حياة العلماء وسيرتهم كنز ثمين من الدروس والعبر وموتهم ثلمة في الأمة لا يسدها إلا من خصه الله بسماتهم والاقتداء بهم والسير على منهجهم حتى يصل الى ما وصلوا اليه (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) وحينما تصاب الأمة بفقد عالم كبير من علمائها تعظم مسؤولية خلفه من طلاب ومحبين وفقد الشيخ محمد بن عثيمين يرحمه الله كان مصابا عظيما على مستوى العالم الاسلامي جميعا، نسأل الله تعالى له الرحمة والرفعة في جنات النعيم، فلقد كان شامخا بعلمه وقدره في الدنيا فلا حرمه الله هذه المرتبة في الآخرة.
والآن وبعد ان توفاه الله تعالى تاركاً ثروة علمية ضخمة وذكراً طيباً وأثراً فاعلا في حياة الأمة فماذا سيكون موقف خلفه من طلاب علم ودعاة الى الله؟
إن في تتبع سيرة العلماء عبر التاريخ حافزاً إيمانياً وباعثاً للهمم وفي سيرة شيخنا الذاتية من الدروس والعبر ما يشهد له القاصي والداني وفيها دعوة للتأسي به والسير على خطاه وفق المنهج الاسلامي السليم فقد كان يرحمه الله قدوة صالحة فلم يكن علمه مجرد دروس ومحاضرات نظرية يلقيها بل كانت تطبيقا عمليا لما يعلم ويعلم وهذا ما كان رحمه الله يدعو اليه فكان يوجه طلابه بأن قيد العلم وتوثيقه بالعمل به، فلا تجد حكما شرعيا أو دعوة الى خير الا ويكون الشيخ أسبق الناس الى تطبيق ذلك على نفسه، ثم تميز رحمه الله بالحزم والصبر والجلد فلقد كان حازما جلداً في طلب العلم وتعليمه وتنظيم وقته والحفاظ على كل لحظة من عمره فدرسه في موعد محدد وزيارته والجلسة معه لها وقت منظم ومنسق من قبل، أما صبره فما الأيام الاخيرة من حياته بخافية على المقربين منه خاصة، حينما كان يعاني من المرض الخطير وآلامه وحينما يتحامل على نفسه ويلقي دروسه في الحرم المكي ويتحمل اعباء السفر ومشقة التنقل تحت رقابة طبية دقيقة لعلم الاطباء بتردي حالته الصحية.
ولقد عرفت عنه قدرته على إدارة الاجتماعات وتنسيق الحوار والأخذ بالشورى وحكمة إصدار القرار ويتجلى هذا واضحا في رئاسته لجلسات مجلس إدارة تحفيظ القرآن الكريم في محافظة عنيزة وفي مجال تحفيظ القرآن الكريم كان رحمه الله حريصا على تشجيع الطلاب على حفظه وذلك بدعمه وحضوره شخصيا لحفلات تخرجهم في الجمعيات الخيرية المتفرقة أو ينيب عنه من يحضر تلك الاحتفالات مهما بعدت عن مدينة عنيزة ويرى ان ذلك من خدمة كتاب الله تعالى وتشجيع العاملين في تلك الجمعيات والشد من أزرهم.
وختاما نسأل الله العلي القدير ان يعلي منزلته في الآخرة كما أعلاها في الدنيا وأن يجعل في خلفه خيرا وان يرزقهم الاستقامة والثبات وأن يجمع قلوبهم على طاعته والإخلاص له، وأن يكون لهم ولنا خير اسوة في النصح والبعد عن الهوى والتعصب وأن لا يحرمنا اجره ولا يفتنا بعده إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أحمد بن صالح الدهش
عضو مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم في محافظة عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved