راعنا الموت العام الماضي بموت الكثير من العلماء والفضلاء وعلى رأسهم الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله وكان مصابنا فيه عظيما واهتزت الأمة الاسلامية لفقده وخلف رحيله في القلوب جروحا عميقة لا تندمل.
والآن,, انفتح الجرح مجددا برحيل العلامة الجليل محمد بن عثيمين فكانت مصيبتنا فيه لا تقل عن الأولى فذرفنا الدم لا الدموع ليس عليهما بل علينا نحن بعدهما,, إنهما ليسا رجلين في أمة,,, بل أمة في رجلين,, بغزارة علمهما وفقههما,, وما اتصفا به من حسن الخلق وطيب الخصال لطالما سمعنا عنهما وأخذنا منهما فهما كمعين الماء الصافي يرده الجميع ولكنه لا يكدر ولا ينضب.
كيف ستكون حالنا بعدهما؟ إن المصاب والله جلل,, فهذين اعظم عالمين في العالم الاسلامي يرحلان ورحل بين رحيلهما من رحل من العلماء والأفاضل فهل ستصبح الامة بعدهما في مهب الريح؟ أم هدفا للافتراءات والشبهات؟
أنا لا أقول ما قلته تشاؤما وبكاء لموتانا بل إني اقول ذلك دفعا لشبابنا نحون العلم الشرعي,, أسال الله ان يجبر مصابنا في شيخينا بشباب الصحوة ورجال الدين والدعوة وان يكونوا خلفاء لهما في حمل لواء الدفاع عن الدين وكشف الشبهات ودفع الزيغ عن أبناء المسلمين هذه رسالة من مكلومة حرّى إلى البقية الباقية من العلماء والمشايخ وإلى طلاب العلم في جامعاتنا الاسلامية ان يعوضونا عنهما ويخلفوهما فينا، فيكونوا خير خلف لأفضل سلف.
وإلى المقتدرين ماديا من المسلمين ان يسعوا بأموالهم إلى نشر العلم بين الناس بطباعة الكتب وتوزيع الاشرطة وتمويل المشروعات الدعوية ودعم مدارس تحفيظ القرآن الكريم.
وثمة رسالة اخرى,, بل صرخة ابعثها مشبعة بدموعي إلى كل أم وأب وكل معلم ومعلمة وكل مربٍ ومربية,, ان ينوروا أبناءنا بنور العلم والايمان,, ويغرسوا في قلوبهم حب الله ورسوله,, وحب كتابه وحب طلب العلم الشرعي.
يا معشر المربين,, ادفعوهم إلى حلقات تحفيظ القرآن,, وإلى الدروس العلمية وإلى مجالس الذكر وإلى البحث والدراسة والقراءة في أمهات الكتب لعل الله ان يخرج من أطفال اليوم من هو مثل ابن باز وابن عثيمين غداً,, رحم الله شيخينا الغاليين في رحمة واسعة,, وأسكنهما فسيح جناته وجمعنا بهما في مستقر رحمته وجزاهما عنا وعن سائر المسلمين خير الجزاء وحرّمهما على النار,, إنه ولي ذلك والقادر عليه.
* إضاءة:
أحب الصالحين ولست منهم
لعلي أن أنال بهم شفاعة |
منال عبدالعزيز
|