رُزءٌ وربك في القلوب يزمجر
ومصيبة تبكي العيون وتنذر
ومراكب الأحزان تعلو شطنا
وتذيقنا مرَّ الفراق وتمخر
عَلَمٌ قضى ياقومُ صبراً إنَّه
حبرٌ زهى في عصرنا متنور
شيخ جليل معتلٍ في قدره
حاز المحبة والفضائل تظهر
ركب الزهادة ممتطٍ صهواتها
عشق التقى يرجو الجنان ويصبر
بحرٌ غزيرٌ يرتوي من فضله
كل العطاش وخيره لا يحصر
ملك البيان فصاحة وبلاغة
يشفي الصدور وقوله متعطر
بدرٌ أضاء دروبنا وغدا لنا
من علمه أنوار خير تزهر
لم تغره دنيا تفاخر أهلها
وسما إلى العلياء لا يتأخر
نفسٌ شكت من صبره في شدة
لم يستطعها الأقوياء الصُبَّرُ
وغدا يجود بعلمه متحملاً
كل الشدائد والملائك تفخر
هيهات أحصي في القصيد مناقباً
لإمام عدل شأنه لا يسبر
جمع غفيرٌ ودعوه مجللاً
وتنافسوا في حمله وتصبروا
تعلو وجوههم الكآبة إنهم
حزنوا لفقد الشيخ بل وتكدروا
قد حاولوا كتم الأسى لكنما اخ
ترق الضلوع وصار رغماً يظهر
كم أسبلوا دمعاً غزيراً حسبهم
أن البكاء على الجليل مقدر
يوم مهيب محزن يحوي الأسى
سحب من الأحزان لا تستمطر
صبراً جميلاً أمتي فإلهنا
برٌ رحيم جوده مخضوضر
ثم العزاء لكم أيا نور الدجى
فالله يخلفنا بكم مايجبر
نوِّر عليه إلهنا في قبره
واجعله يهنأ بالنعيم ويفخر