| متابعة
ان القلب ليحزن وإن العين لتدمع بعد ان ألم بنا هذا المصاب بفقد سماحة الوالد الشيخ محمد بن صالح العثيمين ولكنها ارادة الله في خلقه، ومامن مخلوق الا وهذا هو مصيره ابطأ به عمره ام اسرع,.
كما انها النفس الإنسانية تواقة الى معاصرة كل من وهبه الله العلم في الشرع والتفقه في الدين على بصيرة وهدى، فهم ورثة الانبياء وهم الذين ينيرون للمسلمين سبيلهم في هذا العصر الذي تلاطمت امواجه وادلهمت سماؤه، ان الشعور بالاسى والحزن لوفاة هذا العالم الجليل هو السائد في مجتمعنا في هذه البلاد الطاهرة حيث الفطرة السليمة والدين الحق الذي تشرّبه هذا المجتمع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين على يد امثال هذا الشيخ الجليل الذي عرف الله حق المعرفة فدعا اليه بالحكمة والموعظة الحسنة,, كيف لانحزن لفقده وهو من تربع في قلوب ملايين المسلمين في هذه البلاد وخارجها بتقاه وورعه وبأسلوبه السمح في الاقناع برأيه في الامور والمسائل الشرعية, كيف لانحزن بفقده وهو من بذل وقته وجهده في سبيل نشر دين الله وتوعية المسلمين وتبصيرهم في أمور دينهم ودنياهم,, كيف لا نأسى على فقد هذا العالم الجليل الذي تواضع لله, فرفعه وأعلى من شأنه وسمى بمكانته كيف لانأسى على فقد هذا العالم الجليل وهو الذي وهب حياته في سبيل تعليم شريعة الله لابناء المسلمين من شتى بقاع الارض مجاهداً في سبيل تصحيح مفاهيم هذا الدين للكثير منهم ممن وفدوا اليه من خارج هذه البلاد بل ان الالم ليعتصر القلب والدموع تُغالب المقل لهذا المصاب الاليم.
لقد كان رحمه الله رحمة واسعة مثالاً يحتذى في علمه وتواضعه ونبل خلقه رؤوفاً بالسائلين معرضاً عن الجاهلين محباً للخير وأهله مناصحاً للمسلمين لا يكل ولا يمل في سبيل نشر الفضيلة وإشاعة المحبة بين المسلمين فأنى لنا بعد فقده بمثله، وما ذاك على الله بعزيز,, وحري بنا وقد حل بنا مصابه ان يظل في ذاكرتنا مثالاً يحتذى بعلمه الغزير وتواضعه الجم وبجهاده الحق وبفكره النير وبأسلوبه المميز,.
ان كان لنا من عزاء في وفاة هذا الشيخ الفاضل فإنه يتمثل فيما ورّثه من علم حوته مؤلفاته المكتوب منها والمسموع وفيما لقنه لطلابه الذين هم احوج ما يكونون اليوم الى ان يحذوا حذوه وان يطبقوا نهجه وان يكون لهم القدوة الحسنة,, فوالله إن كان هذا الشيخ الفاضل قد دخل قلوبنا فلم نكن ندرك بان له كل هذه المكانة العظيمة الا حينما الم بنا مصابه فإذا به وقد اسر القلوب واخذ بمجامع الافئدة,, فإنا لله وإنا إليه راجعون,.
ويعلم الله اننا بفراقك ياشيخ محمد بن عثيمين لمحزونون,, ولو كانت بالاماني لفداك الكثير بالنفوس ولكنها سنة الله في خلقه فرضينا بما قدر الله وقضى,, ودعواتنا الخالصة للمولى عزوجل في ان يشملك برحمته وان يفسح لك في قبرك,, وأن يجعل مثواك جنات عدن مع النبيين والشهداء والصالحين,, وان يلهمنا الصبر على فراقك وان يعوضنا خيراً من بعدك,, والله ولي الصالحين.
إبراهيم بن محمد الهذلي
وكيل إمارة منطقة القصيم
المساعد للشؤون الأمنية
|
|
|
|
|