أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th January,2001 العدد:10338الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,شوال 1421

متابعة

(نبكيه,, أم نبكي حالنا)
مرحوم يا شيخ نفع علمه الناس
متواضع ما فيه شده وتكليف
زاهد وجاهد ما بين حبر وقرطاس
موقف نفسه على العلم توقيف

(كل نفس ذائقة الموت) سنة ربانية لا محيص عنها ولا تبديل لها سبحان من قهر عباده بالموت وجعل الدنيا دار امتحان ليبلونا أينا احسن عملا فالمصاب جلل، والخطب أكبر من ان يوصف، ولكن الإيمان بالله تعالى في نفوسنا اكبر من الخطب واجل وما يبعث التعزية في النفس، ان الفقيد المرحوم فضيلة الشيخ ابن عثيمين كان قدوة صالحة في السلوك الطيب، والأخلاق الحميدة والخصال المجيدة فما عرفه احد الا اثنى على حسن معاملته وعلى علمه وزهده على الانشراح الذي يبعثه في النفوس ومما يزيد النفس اطمئنانا إن شاء الله تعالى ان الفقيد ترك ذرية صالحة تستجلب له الرحمة والدعاء وترك علما عظيما ينفع الأمة.
فالموت كأس مرة، دونها كل الكؤوس مرارة الحنظل إزاءها، بيد ان الصبر على ابتلاءات ربنا والرضا بقدره والتسليم بقضائه والانقياد لمشيئته هي كوة النجاة من غوائل الاحزان والاتراح والكدر في الدنيا والاخرة.
فالموت سلبنا العديد من العلماء والمشايخ في فترات متقاربة، وها هو اليوم يسلبنا نورنا الوضاء الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فبكته الأرض من أدناها الى اقصاها، ومن اعالي جبالها الى اسفل وديانها، ومن جنوبها الى شمالها، ومن شرقها الى غربها.
فبكته القصيم حزناً وأسى,, وبكته عنيزة حرقة وألماً لفراقه,, بكته النساء والاطفال,, بكته الارامل والايتام,, بكاه الرجال والشباب,, بكاه طلابه وتلاميذه,, حزنت لفقده القلوب,, ودمعت لفراقه العيون,, ولا عزاء لنا سوى (واحبب من شئت فإنك مفارقه) قيلت لأحب خلق الله محمد عليه افضل الصلاة والتسليم ونقولها لنا ولكم.
اترانا يا شيخنا نبكيك,, ام نبكي حالنا من بعدك، أترانا نحزن لفراقك,, ام يُحزن علينا بموتك,,، اترانا نُعزى فيك,, ام نُعزي أنفسنا بفقدك,ولكننا إذا امعنا النظر والتفكير ووفينا هذا الأمر حقه من التدبير، رأينا اننا ولو تأخرت آجالنا وطالت آمالنا لسنا في دار الإقامة فنحزن على من فارقها، إنما نحن في سبيل سفر ودار كدر، يحق والله ان نغبط من رحل منها فأجملنا حالا اسرعنا ارتحالا.
اللهم ارحم والدنا وشيخنا واسكنه الفردوس من جنانك واجعل قبره روضة من رياض الجنة ويسر عليه الحساب وتجاوز عنا وعنه واجزه عن الإسلام والمسلمين، اللهم افسح له في قبره ونوِّر له فيه، اللهم اكتب البركة في ذريته وفي علماء المسلمين اللهم الهم آله وذويه ومحبيه وعارفي فضله الصبر، اللهم عوضنا عنه خيرا، اللهم احفظ لنا البقية الباقية من علماء المسلمين آمين.
فاطمة عبدالرحمن القويفلي
القصيم المذنب


أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved