| متابعة
ما كانت المآقي لتجف من الدموع والقلوب لتنسى الخطب العظيم الذي حل بها منذ فترة ليست ببعيدة من وفاة عالم السنة ومفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى حتى تصاب بسهم آخر لا يقل قوة ولا فتكا عن سابقه الا وهو وفاة عالم البلاد وصاحب الزهد والفتوى سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين والذي نزل خبر وفاته على الأمة جمعاء نزول الصاعقة وغاب عن امته وهي في أشد ما تكون اليه فان كان القمر يفقد في الليالي الأول والأخر من كل شهر فان فقد شيخنا اشد علينا من فقده فلقد عرف بتواضعه وحلمه ولقد عرف بدينه ونصحه وعرف بفتواه وحبه للخير وسعة علمه والكثير الكثير الذي لا يذكر في مثل هذه الاسطر، ولن يجد السائلون أباً للفتوى مثله رحمه الله، لتبكه المنابر ولتبكه حلق العلم ولتبكه الفتاوى وليبكه نور على الدرب وسؤال على الهاتف وليبكه الجامع الكبير في عنيزة، ليبكه طلبة العلم فلقد كان لهم الناصح والمرشد والمعلم والأب الحنون, ولا ننسى أمام هذا الخطب الكبير والمصاب الجلل ان نتذكر ان ما حصل هو تدبير الله وقضائه ولا راد له واننا به مؤمنون واننا مأمورون أن نردد قوله إنا لله وإنا اليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلفنا خيرا منها فإن الدين ما قام على رجل واحد وإن مات عالم فسيقيض الله بدلاً منه وهذه سنة الله في خلقه وهذا تدبير الله، ومن عظمت مصيبته فليتذكر مصيبة الصحابة في فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون) وقوله تعالى: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم).
اللهم ارحم الشيخ ابن عثيمين واعف عنه فلقد اتعب نفسه لهذا الدين وحري ان يجد اجر علمه وعمله الفردوس الأعلى من الجنة، من ارحم الراحمين واكرم الاكرمين واجود الاجودين اللهم احشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
محمد بن إبراهيم السلوم
تمير
|
|
|
|
|