أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 17th January,2001 العدد:10338الطبعةالاولـي الاربعاء 22 ,شوال 1421

متابعة

النَّاصح
أحمد صالح الصالح (مسافر)
بآية الحُبِّ فَضَّ الحزنُ أفئدةً
فأوجع القلبَ,, والأكبادَ والحَدَقَا
ومرَّ بالمسجدِ الباكي,, إمامتَهُ
ففزَّع المنبرَ المشتاقَ والحِلَقَا
وأجهشت أعينُ الفيحاءِ باكيةً
إمامَها,, وحبيباً عالماً صدقا
تحاملت فوق هذا الحزنِ تخزنُه
بين الضلوع وأصلاها النوى حُرَقَا
قد أوحشَ الدورَ فالأحياءُ مُطرقةٌ
بأيِّ حادثةٍ,, هذا المسا طَرَقَا
وأيُّها خَبَرٌ غصَّ الأثيرُ به
فأثكل الناسَ والداراتِ والطُّرقَا
في كل عَينٍ حكاياتٌ,, تُخبئُها
وفي الشفاهِ حديثٌ بالأسى شَرِقَا
بين الضلوع يكادُ القلبُ من جزعٍ
أن يهجُرَ النَّبضَ أو أن ينتهي مِزَقَا
إمامَ هذا الهدى الأحبابُ ما برحوا
في موكب الحُبِّ,, سدّوا للّقا الأُفُقَا
كأنهم في انتظار الدرسِ,, قد وقفوا
وأنَّ شيخَهمُ,, في إثرهم طفقا
وأنَّ كرسيَّه لازال مزدهراً
بعلمه,, ما اشتكى عِيّاً ولا رهقا
وأنه سوف يأتي كالندى سحراً
يباشرُ الصبحَ,, للمحراب معتنقا
يلقي,, بيان,, الهدى في الناس محتسباً
كأنما ينفحُ الأطيابَ,, والعَبَقَا
دروسه بَيِّنَاتٌ يستضاءُ,, بها
في كلّ معضلة,, ما لانَ أو فَرِقَا
اليه,, جاءت ركابُ الناس مشفقةً
لتستقي من معينٍ,, للهداة سقى
كم عَلَّهُم بصبوحِ العلم طيّبه
وأنهل العلمَ من وافاهُ مُغتبقا
حبيبنا,, هذه الأحبابُ قد عرفت
فيك الأمينَ النقيَّ الزاهد الحَذِقَا
إمامَهُم,, وحبيباً لامست يَدُهُ
وقلبُهُ,, ولسانٌ بالهدى انطلقا
جرحاً تَبَزَّلَ مسَّتهُ,, بصيرته
لأُمةٍ,, لم تزل في أمرها فِرَقَا
حبيبنا,, أمةُ الإسلام يَتَّمها
رحيل أعلامها من للهدى استَبَقَا
عامان,, غابت نجوم جِدُّ مُزهرة
لله من رحلوا,, طوبى لهم رُفَقَا
حبيبنا,, أمة الاسلام مثخنة
وكلما التَامَ جرحٌ آخر انفتقا
ألقى اليهود إليها كلّ حقدهم
والغرب سَنَّ لها من كيده طرقا
واثّاقلت عن جهاد النفس واتخذت
درب الهوى مسلكاً والغي مرتفقا
ترجلت عن ظهور الخيل من زمن
فجئت في ليلها تستدرك الرمقا
أيقظت في ثقة فيها حميتها
مَحَّصتَ إيمانها أخزيت من نعقا
تُقِيلُها بحنان المشفقين بها
وتمحضُ النصح أدناها ومن أبقا
حتى إذا ما اجتلوا درب الهدى رَغَباً
واستشرفوا طالعا بالحق مؤتلقا
ودعتهم,, يا حبيبا كان يؤنسهم
وكان برّاً حفيّاً صيِّباً غدقا
فأجفلوا كاليتامى حين ودَّعَهُم
من طاب سيرته واستكمل الخُلُقَا
حبيبنا,, طبتَ في أم القرى جدثا
وطاب ذكرك في كل الدُّنَا عَبِقَا
وطبتَ غيثاً به الفيحاءُ مُخصبة
أحيا موات النُّهى واستَنبَتَ الورقا
إليك من حبها ما أنت تعرفه
ومن تضرعها أن لا تذوق شقا


أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved