| الاقتصادية
* بروكسل واس
اتسعت رقعة وباء جنون البقر داخل دول الاتحاد وباتت الازمة تستفحل يوما بعد يوم وتأخذ بعدا جماعيا أوروبيا يشمل كافة الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي ويتوقع تفاعلات اقتصادية وسياسية خطيرة في المستقبل.
وباكتشاف اصابات بهذا الوباء في قطعان البقر في كل من النمسا وإيطاليا خلال اليومين الماضيين فان دولتين فقط من الدول المنتمية للاتحاد الاوروبي الخمس عشرة وهما فنلندا والسويد لم تعلنا بعد عن حصول اصابات داخلها.
وكانت النمسا رددت مثلها مثل ايطاليا والمانيا حتى الان انها خالية بشكل تام من كافة عوارض وباء جنون البقر الذي تسبب في خسائر جسيمة بسوق لحوم الابقار في مجمل الدول الاوروبية الاخرى.
وتتابع الدوائر الاتحادية الاوروبية في بروكسل بقلق كبير هذه التطورات خاصة ان الارقام الخاصة باستهلاك لحوم الابقار الاوروبية تشير إلى تراجع بات يفوق حسب آخر الارقام الثلاثين في المائة بالمقارنة بما كان عليه منذ أشهر فقط.
وتواجه اوروبا العديد من المعضلات السياسية والفنية والادارية والصحية في التعاطي مع وباء جنون البقر بسبب ارتباطه الوثيق بالحياة اليومية لملايين من المزارعين وأصحاب المحلات التجارية الى جانب عشرات الملايين من المستهلكين.
وقد اتخذت السلطات الاوروبية في مجمل الدول المنتمية للاتحاد سلسلة من الاجراءات الوقائية الصارمة لوقاية قطعان الابقار من الاصابات المحتملة مثل تعليق استخدام الاعلاف الحيوانية المصدر والتخلص من كافة عناصر اي قطيع يتم تسجيل ولو حالة واحدة داخلة من الوباء الى جانب اجراء فحصوات واختبارت على كافة الابقار التي تفوق اعمارها الثلاثين شهرا.
وتتكتم الدوائر الاتحادية الاوروبية لدوافع تجارية ولطمأنة المستهلكين عن الارقام الفعلية للخسائر الناجمة عن حظر العديد من دول العالم استيرادها للحوم الاوروبية وهي خسائر تبلغ الملايين من الدولارات حاليا حيث تعتبر اوروبا احد أهم مصدري لحوم الابقار في العالم.
كما ان الحكومات الاوروبية والمفوضية الاوروبية لم تتوصل بعد إلى اي اتفاق عملي وفعلي لتعويض المزارعين الاوروبيين عن الخسائر التي لحقت بهم حتى الآن وكذلك تمويل الفحوص والاختبارات الطبية والعلمية.
وتريد المفوضية ان تتولى الحكومات الاوروبية وعلى الصعيد الوطني هذه المهمة وهو ما ترفضه الحكومات المعنية.
وتثير الازمة على صعيد آخر العديد من التساؤلات لدى المستهلك العادي بسبب عدم توصل العلماء والبيطريين الى تحديد الاسباب الفعلية لوباء جنون البقر وعدم تحديد علاقات ذلك مع الانسان.
كما أن العديد من مؤسسات ذبح المواشي وتسويق اللحوم قررت في الاونة الاخيرة تسريح آلاف من المستخدمين كنتيجة مباشرة لانهيار المبيعات والعزوف المتصاعد للمستهلكين.
ولكن نفس الازمة الحالية قد تتسبب في بعض النتائج الايجابية وعلى المدى البعيد داخل وخارج اوروبا وأهمها العودة الى الزراعة التقليدية والانتاج الحيواني الطبيعي الذي يراعي المبادئ الاساسية للصحة العامة والتخلي عن الافراط في تصنيع الاعلاف والبحث عن الربح السريع كما هو متبع حاليا في مجال الدول الاوروبية.
|
|
|
|
|