| مقـالات
جاء إلى أبي بدر الكاتب رجل من أهل الأدب وكان فرحاً يزهو وقال: يا أبا بدر كنت مسافراً للعلم وجمع الكتب ورأيت فيما يرى النائم اني صائم أتمشى في بستان لي تتشابك على أرضه نباتات السكر والموز أو نباتات قريبة منها مما لا يزيد طوله على المترين ووجدت نفسي أنظر لها بحب وتلهف ثم ما لبثت أن اكتشفت ان أحد هذه البساتين تعلو شجيراته أزهار من ذهب بحجم الأباريق المتوسطة فكنت انظر لها لفرط استغرابي فما شككت انها معدن مصوغ بعناية وليست نباتا.
قال أبو بدر الكاتب: وما يكون في ظنك؟
قال الرجل: لعله مال قادم لي من أعمالي الأدبية,,فنظر إليه أبو بدر الكاتب بشفقة وعطف,
وقال: أنت أديب أريب فلا تكن أحمق أخرق فالأدب لا يعطي مالاً في العالم العربي ولكني أبشرك ان تتحقق وستفرح جذلاً لأن جهات كثيرة ستعطيك على أعمالك أوسمة نحاسية ليست ذهباً ولكن مكتوب عليها اسمك بلون الذهب وهي لا تباع ولا تشترى مثل زهور الذهب على قصب السكر فانت تحمل المجد والفخار جائعاً.
قال الراوي: ووجدنا في حاشيته تأويل أبي بدر للمنام لا يعتد به لأنه صاحب هوى وظن.
|
|
|
|
|