| مقـالات
منذ عام 1385ه بدأ التلفزيون السعودي يبث برامجه رغم قلة الامكانات المادية والبشرية في بداياته، والمتتبع لهذا الجهاز الاعلامي الحساس يلمس المنهجية الصحيحة التي اضطلع بها في تنفيذ برامجه المتنوعة ولا غرو في ذلك فقد نشأ هذا الجهاز في بيئة اسلامية مهبط الوحي ومهوى افئدة ما يزيد على المليار مسلم، هي المملكة العربية السعودية التي قامت على تقوى من الله حكمت الشريعة الاسلامية نصا وروحا,, دستورها الكتاب والسنة واتباع سلف هذه الامة,والمتتبع لهذا الجهاز يجد التطور الملموس في برامجه المختلفة المسجلة والمباشرة التي في جميعها لا تخرج عن اطار السياسة الاعلامية للمملكة العربية السعودية باعتباره جزءاً لا يتجزأ منها والتي منها:
1 ضرورة الالتزام بالمنهج الاسلامي في كل ما يصدر عنه ويستبعد في برامجه كل ما يناهض شريعة الله.
2 من الواجب عليه مناهضة التيارات الفكرية الهدامة والاتجاهات الالحادية والفلسفات المعادية، وأي محاولة لصرف المسلمين عن عقيدتهم.
3 العمل على كل ما من شأنه خدمة المجتمع السعودي وتأصيل قيمه الاسلامية وتقاليده العربية والحفاظ على عاداته الموروثة.
4 الاهتمام بابراز شخصية المملكة باعتمادها الاسلام دستورا للحكم وشريعة في الحياة.
5 ابراز مظاهر التقدم التي تشهدها البلاد في كافة المجالات.
6 توثيق الحب والتآزر والتكامل بين افراد الشعب السعودي وتعميق الولاء بين افراد الشعب السعودي وقيادته الرشيدة.
7 اعتماده على الموضوعية في عرض الحقائق والبعد عن المبالغات والمهاترات وبلبلة الافكار واثارة الرعب بين الناس وصيانة شرف الكلمة عن العبث,ولما كان التلفزيون جهازاً حكومياً محاطاً بسياج العقيدة الاسلامية فقد اولته حكومتنا الرشيدة جل اهتمامها وجعلت امانة مسؤوليته في ايد أمينة مؤهلة تأهيلا عاليا وكرست اهتمامها به بان صرفت عليه مبالغ كبيرة للنهوض بمسؤولياته تجاه الوطن والمواطن,والمسؤولون عن هذا الجهاز الذي يخاطب العقول يقبلون كل نقد بناء يهدف الى رفع مستوى الأداء وبالمقابل ينأون بأنفسهم عن كل نقد يحاول التغيير في منهجه الصحيح الذي رسمه ولاة الامر في هذه البلاد,نجد البعض يسلط قلمه نحو هذا الجهاز وبدعوى عدم التجديد او عدم مواكبة الاحداث ويضع القنوات الفضائية التجارية هي المعيار لحكمه ويطالب التلفزيون السعودي بالتأسي بها، ونسي ان بين المنهجين بوناً شاسعاً، فالتلفزيون السعودي يخدم القيم والاخلاق وتحكمه الشريعة الاسلامية والقنوات الفضائية الفاضحة تخدش الحياء وتثير الرعب وتزعزع الامن بين المجتمعات,, والقاعدة تقول ان كل ممنوع مرغوب، ومن هنا اكتسبت تلك القنوات الفاضحة نسبة كبيرة من المشاهدين الذين يحاولون اشباع رغباتهم واذواقهم من خلال ما تعرضه هذه القنوات من سم زعاف,والتلفزيون السعودي لا يقف حجر عثرة امام قضية التطوير والتجديد طالما انها تخدم توجهاته الشريفة وهو ما يضطلع به المسؤولون بوزارة الاعلام وعلى رأسهم معالي الوزير د, فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وسعادة الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون د, علي النجعي وهما الاعلاميان المخضرمان صاحبا الخبرة الطويلة والعقل المتزن في جميع ما يتخذانه من قرارات وتوجيهات,وليس لواحد ان ينتقد التلفزيون السعودي جراء نقله مناسبات لها مساس بالمواطن وزيارات المسؤولين التفقدية للمواطن فهذا من شأنه وقوف المواطن مباشرة على احاسيس المسؤولين ونشاطاتهم لخدمة وطنهم ومواطنيهم ولو فرضنا جدلا ان خبرا شاع بين الناس مفاده زيارة احد كبار المسؤولين لمحافظة ما من محافظات المملكة بغية الوقوف على احتياجاتها والاستماع لمطالب اهلها دون أن ينقل التلفزيون تلك الزيارة لوجد من قد لا يصدق هذا الخبر ولكن في نقل ذلك للمشاهد قطع لدابر الشكوك وفيه راحة للمواطنين اضافة الى ما فيه من تعميق المحبة والولاء لهذه الحكومة الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله,اما ملاحظة البعض تأخر التلفزيون في نقل الاحداث فهذا امر يتعلق بسياسته التي لا ترى الاستعجال في نقل الخبر حتى التأكد من صحته احساسا منه بشرف الامانة ومصداقية الخبر ونيل ثقة المتلقي,وبرامج التلفزيون السعودي بشكل عام لا تنطلق الا بعد دراسة متأنية تخضع للدراسة من عدة لجان وفوق ذلك خضوعها للرقابة النهائية من قبل اشخاص مؤهلين موثوق بهم واعداد التقارير اللازمة حيالها,ويكفي التلفزيون فخرا ان السواد الاعظم من المشاهدين داخل المملكة وفي بعض البلاد الاسلامية يحرصون على مشاهدته ويقدمونه على غيره من الفضائيات التي تدس السم في العسل وهذا حكم واقعي من خلال الاتصالات الهاتفية المباشرة مع البرامج المباشرة او الرسائل البريدية التي تصل الى هذا الجهاز اضافة الى ما نسمعه في الشارع العام من الغيورين على دينهم ومحارمهم,والتلفزيون السعودي بقناتيه يعد في الحقيقة منبر دعوة لنشر الاسلام وتثقيف المجتمع وتنمية المواهب وتلبية رغبات المشاهدين في اطار الشريعة الاسلامية السمحة وهو مع الحرية بمفهومها الاسلامي لا الغربي الاباحي,ولا احد يشك في ان ولاة امر هذه البلاد والمسؤولين فيها عن الاعلام متى ما رأوا ان الحاجة ماسة الى انشاء قناة اخرى تعنى ببعض الامور وتخدم مصالح الوطن والمواطن فسوف يسعون جاهدين الى تحقيق ذلك,والله الهادي الى سواء السبيل.
* المستشار البرامجي بالتلفزيون السعودي .
|
|
|
|
|