| مقـالات
يعتبر المهرجان الوطني للتراث والثقافة من أكبر التظاهرات الثقافية العربية والتي حققت نجاحا منقطع النظير سنة بعد أخرى, ويعزى هذا النجاح إلى التخطيط الجيد للقائمين على هذا المهرجان والدعم المتواصل من الدولة, كما يعزى أيضا إلى السعي الحثيث من قبل المسئولين لتحقيق الأهداف التي أنشىء من أجلها, حيث لم يستخدم لأغراض دعائية أو غوغائية كما استخدمت مهرجانات أخرى انتهت بانتهاء تلك الأغراض.
إن المهرجان الوطني للتراث والثقافة مناسبة لربط الماضي التليد بالحاضر المجيد, كما أنه مناسبة أيضا لتعريف الأجيال الصاعدة بالمعاناة والمثابرة التي كان الآباء والأجداد يكابدون بها الظروف الصعبة في تلك السنين, إضافة إلى أنه يعد رافدا من روافد المحافظة على التراث الوطني للمملكة, كما أنه نافذة يمكن عن طريقها تعريف المقيمين بالمملكة من مختلف الجنسيات بتاريخ وتراث وثقافة هذه البلاد.
إن المتابع لفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة يلاحظ التطور والنمو لهذا المهرجان عاما بعد آخر من حيث الإعداد والتنظيم, كما ان دائرة المشاركة أخذت تتسع شيئا فشيئا محليا وخارجيا, حيث كانت بعض الفعاليات مقصورة على أبناء المملكة العربية السعودية, أما هذه السنة فقد أبدى المسئولون رغبتهم في مشاركة الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي في أوبريت المهرجان السنوي, ولا شك ان هذا مؤشر على ان دائرة المشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة قد تتسع في السنوات القادمة لتشمل دولا عربية أخرى, بل ربما تتسع المشاركة في فعاليات هذا المهرجان ليشمل دولا إسلامية وصديقة.
ولا شك ان هذا المهرجان سوف يساعد على تنشيط السياحة الداخلية في المملكة خاصة وان المهرجان يقام في العاصمة الرياض وتتميز بموقعها الجغرافي القريب لجميع مناطق المملكة والخليج العربي.
كما تتميز بوجود معالم حضارية وتاريخية وتجارية قد لا توجد بغيرها من المدن, واقترح ان يكون هناك تنسيق بين الهيئة العليا للسياحة والقائمين على هذا المهرجان وبعض الجهات الحكومية الأخرى ذات الصلة وذلك لتحديد موعد إقامته سنويا في عطلة منتصف العام الدراسي, كما يمكن تفعيل نشاطات القطاع الخاص مع هذه المناسبة خاصة المحلات التجارية والفنادق والشقق المفروشة وغيرها عن طريق تقديم أسعار مخفضة طوال مدة المهرجان.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
* عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة
|
|
|
|
|