| العالم اليوم
من خلال قراءتي للمقالات والمواضيع التي كتبت في رثاء فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله والتي تتواصل في جريدة الجزيرة والمواضيع التي نشرت عن سيرته وحياته العلمية وجدت ان للشيخ طلبة عديدين تابعوا دروسه والحلقات العلمية التي يعقدها سواء في مدينته عنيزة، أو في الحرم المكي، أو عندما يأتي للرياض، وهؤلاء الطلبة بعض منهم من غير أبناء المملكة من دول عربية وأفريقية وآسيوية اسلامية، وحتى الطلبة السعوديون من مدن سعودية مختلفة، وأنه رحمه الله كان ينفق على هؤلاء الطلبة مما يأتيه من نفقات وأموال، بل انه أسس صندوقا في سكن طلابه وجعل لكل محتاج ان يأخذ منه حاجته، وعندما تنفد النقود من ذلك الصندوق يقدم الشيخ المساعدات للطلبة دون ان يشعر الآخرون بذلك، وهذه السنة، هي سنة الأئمة الافاضل ومشايخ العلم، وتوارثها بين العلماء الافاضل تواصل للسنن الحميدة التي يزخر بها ديننا الحنيف، واليوم اذ يتنادى محبو الشيخ وطلبته وأهل الخير باحياء علم الشيخ من خلال جمع وتوثيق رسائله ودروسه والعلوم والمحاضرات وطبعها مع اعادة طبع كتبه ورسائله العلمية بصورة تليق بأحد أئمة أهل السنة، ومثل هذا العمل يحتاج الى جهد وعمل كبيرين، بالاضافة الى الاهتمام بطلبة الشيخ والعمل على مواصلة الحلقات العلمية التي كان يقوم بها ويديرها واداء عملها مثلما كانت في حياته، فذلك ما يحتاج الى تنظيم مؤسس لا يمكن ان يتم من خلال تطوع أهل الخير أو محبي الشيخ فقط، وهو وان تم مرة أو مرتين، فلا يضمن ان يستمر، ولذلك فإن الواجب ان تتم المبادرة الى انشاء مؤسسة خيرية تحمل اسم الشيخ تهتم بعلم الشيخ وجمعه وتوثيقه وطبعه ونشره، بالاضافة الى الاهتمام بطلبته وخاصة القادمين من خارج المملكة والعمل على تواصل حلقات دروسه العلمية، وبهذا يكون محبو الشيخ قد اسهموا في تواصل اعماله الخيرية، والرسالة التي نذر نفسه من أجلها، وقبل هذا وذاك يكون محبو الشيخ قد ساعدوا على نشر تعاليم الاسلام الصحيحة التي جند الشيخ علمه طوال حياته من اجل تحقيقها.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|