| عزيزتـي الجزيرة
حيث ان الأطفال هم أكثر فئة تدفع ثمن إهمال الأخرين عند شروعهم ببناء منازلهم فإن الأخذ بجوانب الحيطة والحذر لوقايتهم من التعرض للموت أو الاصابة لاقدر الله أثناء مراحل البناء مهم جدا ولا غرابة في أهميته فكم من طفل فقد حياته أو أصيب باصابات أدى بعضها الى الاعاقة الدائمة نتيجة الاهمال والتفريط في هذا الجانب,ومدار حديثي في هذه المقالة سوف يكون عن أكثر أسباب الحوادث في المنازل التي تحت الانشاء وهي غرق الأطفال في خزانات المياه والبيارات التي في تلك المنازل, ومما يؤسف له أنه قلما ان نجد أحدا قد اتخذ الاحتياطات والتدابير الوقائية الكافية لمنع حصول حادث غرق للأطفال حيث البراءة وعدم ادراك الأخطار المحيطة بل والمتربصة بهم والمتمثلة بخزان ماء غير محكم الاغلاق او حتى غير مغطى بل ان بعض تلك الخزانات والبيارات لا يتم سقفها إلا بعد مضي أمد طويل في مراحل البناء ولك ان تتخيل مدى خطورتها اذا كانت مملوءة بالماء, وتزداد درجة وحدة الخطورة اذا كان هذا المنزل وسط حي يعج بالسكان, ولكنا قرأنا في الصحف المحلية الكثير من حوادث غرق الأطفال في تلك الخزانات والبيارات المهملة من قبل أصحابها في تلك المنازل والتي هي في حقيقتها فخاخ منصوبة لأولئك الأطفال الأبرياء, وهل ينفع أهليهم كلمة اعتذار أنك لو ملئت الكون كله كلمات اعتذار لما رد على ذينك الأبوين طفلهم الذي فجعتهم به وماذا أنت قائل لربك على تسببك بموت طفل لا ذنب له إلا إهمالك؟!
أخي ليكن خلقك بعيدا عن اللامبالاة والاستهتار بحياة الآخرين سواء كانوا كبارا أو صغارا، وهل ترضى ان يكون طفلك فلذة كبدك في يوم ما ضحية لتصرف أرعن أناني كهذا ومن ذا يعوضك عن فقده؟ إن الجاني لو جمع ما في خزائن الأرض جميعا ودفعها لك دفعة واحدة فإن هذا لن يعيد من رحل ولن ينسيك أحزانك, إذاً علينا جميعا بالتفكير بسلامة أطفال الآخرين كما نفكر بسلامة حياة أطفالنا بعيدا عن الأثرة والأنانية، واتخاذ كافة السبل لمنع وقوع مثل هذه الحوادث ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
* إحاطة منطقة العمل بسياج محكم قوي لمنع دخول الأطفال.
* في حال قيام المبنى والسور يفضل عمل أبواب مؤقتة قوية لمنع دخول الأطفال على أن يكون فتحها من خلال قفل لا يصل إليه إلا الكبار.
* العمل على سقف البيارة والخزان فور البدء بالعمل.
* صنع أو شراء أغطية مؤقتة للخزان والبيارة في أثناء مراحل البناء محكمة وثقيلة لا يقوى على فتحها أو حملها إلا جمع من الرجال لنأمن عدم عبث الأطفال بتلك الأغطية وبالتالي تعريض حياتهم للخطر, ولتسهيل عملية تعبئة الماء في الخزان فإنه يفضل عمل فتحة في الغطاء يتسع فقط لأنبوب الماء, وان تعذر عمل هذه الفتحة فإنه يجب اعادة الغطاء فور الانتهاء من عملية التعبئة على أن يكون هناك مشرف على عملية التعبئة أثناء فتح الغطاء لئلا يقع أحد فيه.
* تحذير الجيران إن وجد بمنع أطفالهم من دخول المنزل فكل منزل تحت الانشاء هو الخطر والموت المحقق خاصة على الأطفال.
وفي الختام أود أن ألفت الانتباه الى ان هناك البعض من الناس ممن ماتت ضمائرهم حينما يهم أحدهم ببناء منزل ويبدأ في حفر القواعد وحفر خزان الماء والبيارة ثم لأي ظرف كان لا يتمكن من إكمال اعمار منزله يترك هذه الحفر كماهي مما يعرض حياة الأخرين كبارا وصغارا للخطر بل والموت خاصة إذا ما امتلأت هذه الحفر بالماء في موسم الأمطار.
ناصر محمد فهد العتيق
الرياض
|
|
|
|
|