قد طفت في حلق الأذكار بأرضنا
بحثاً عن الذي علمه قد سما
فألفيته بعد الجهد والعنا
هو الذي نجمه قد شما
فلم تنثني ركبي حتى رأيتُه
بتفسير وفقه قد نما
فكنت انظر والقلب منذهل
من لؤلؤ وزبرجد إذ حكا
فلا ترى حين تسمعه إلا
دما ولحماً في القرآن مُزِّجا
فقلت والقلب يعصره الأسى
على زمن قد غاب وانجلى
وقلت لقومي وجيراني ألا
من سائر لنجم قد نبا
فاعرضت عنهم حين اعرضوا
عن العلم والجد والعنا
واحمد ربي كلما غصت في
اعماق بحر ليس له انثنى
وسوف يندم القوم بعدما
ينطفي ذاك الذي قد سما
لم تنثني ركبي حتى رايته
بأصول فقه وآداب قد بنا
فكنت أعجب حين اسمعه فما
له مثيل بفقه أحمد لن ترى
لم تنثني ركبي حتى رأيته
بأحمدَ اشبه الناس في الورى
أعني به ابن تيمية الذي
علمه لا يخفى على أهل النهى
لم تنثني ركبي حتى رأيته
كُسي ثوبا هو الزهد والثقا
فلم تر عيني
كابن العثيمين علامة التقا
فأثنيتها خمساً بعد عشر عنده
لا حطم الله تلك الجُنا
زاد وكاف لفقه ابن حنبل
بلوغ مرام أصول فقه قد نحا
ونونية وبرهانية وسيرة
ولابن رجب في قواعده انجلى
وقد طاف الصحيحين ونخبة
قواعد مثلى لبن باز قد قرا
فقطفت ازهاراً من بساتينه
بساتين محرمة على أهل العمى
بحر في علوم الشريعة كلها
طود حين التصدي للردى
طلق الوجه مبتسم
وهذه من بعض الخلل
اسميتُ بُنَياتي به حباً
أيلمنِ يا أخوتي أهل الهوى؟
حنانيك شيخي فما أنا
منكر جميلك إني لفيك مغرّما
وفي خامس عشر من شهر
عشر بعد الصوم قد حصل
في واحد وعشرين بعد مئينها
اثنين بعد اثنين اعواماً معاً
من بعد الف والقضاء جميعاً
مقدر علينا يا أمة الأمل
فما إن حدثت بما جرى
على شيخنا شيخ الورا
قالوا والنشيج يصحبهم
توفي شيخنا راية الهدى
ففاض مني الدمع
والقلب يعصره الأسى
فارقته فراقاً لا شبيه له
فراق صبي لأمه ودعا
فلم تنثني ركبي حتى وضعته
في لحده بتردد وبكا
فما ترى بالعدل إلا باكيا
كصبي يتيم لامه قد قفا
هنيئا لروح قد غذيت
بإخلاص وتعليم أهل العمى
شيخي فلا تخشى العناء فإنه
قد سطر ما عملت دون ضلل
فرحماك ربي كلما طلعت
شمس البريه ونجم قد أطل
وجنات خلد مأوى شيخنا
فنرجوه من رب الملل
ثم الصلاة على النبي محمدٍ
ما حل طير وارتحل
