أموتٌ يلي موتاً؟! حنانك يا دهرُ
فما جف في أوراقنا الأُول الحبر
كأن خسوف البدر ليلتها لنا
نذير! وهل يجدي لنا بعدك الصبر؟
لإن قلت: هذا اليوم حينُ رحيله
فقد زدتنا حزنا، فما ذلكم عذر
فما زادت العبرات إلا شحوبنا
وهل تسمع الصحراء ما قاله القطر؟!
كما رمضان الخير نحن، وأنتم
مشايخنا عشر، وذا العالم القدر (1)
فيا ناصر الدين الحنيف وأهله
أواراك يا شمساً من الشرف القبر؟
وحيدٌحبيس الداء بل أنت أمةٌ
فمؤنسك الدعوات والوتر والذكر
تفيء لنا فضلاً وأنت ممدد
فتوسعنا ظلاً ويأكلك الجمر
أموتاً وأنت الحِلم يمشي تواضعاً؟
وأنت السنا والفضل والبذل والحَبر؟
أتدفن يا بحراً من العلم زاخراً
وأمواجه الأخلاق هل يُدفن البحر؟
نهارك علم والظلام عبادة
وذكرٌ وقرآن إذا ضمّك الفجر
فلله ذاك العمر تفنيه مفتياً
وتفنيك أسقام، وما فنيَ الأجر
إذا طاح من أغصانه الطير وارتمى
فسيّان مخضَّر بهن ومصفَّر
وسيّان وجه قد بدا بعض حزنه
ووجه يواري الوجد قنَّعه البِشر
فلن ننظم الأشعار نرثيك, حينما
تكون شعوراً مات، هل يُقبل الشعر
فلو لم يمت من قبلك المصطفى، لما
تغلغل في الأذهان أن يُقبض البدر
فرَوحاً وريحاناً وجنة خالق
فإنك مجدٌ محتدٌ شرفٌ خير