خبرٌ وربي للفؤاد يقطّع

دمت العيون له وعزّ المضجعُ

خبر وربي هدّ كل عزيمة

يندى له الرجل الحليم ويفزعُ

خبر وربي لايزال مدوياً

من هوله صمُّ الجبال تصدعُ

خبر أتى من حول مكة ناعياً

الشيخُ مات وليتنا لم نسمعوا

خبر أتى ينعى العثيمين الذي

كل القلوب له تجلّ وترفعُ

ينعى الإمام الفذ عالم عصرنا

شيخ جليل زاهد متورّعُ

عز القصيد وأطرقت كلماته

ماذا يقول الشعر؟ ماذا يبدعُ؟

تلك المصيبة إنها لكبيرة

صبراً فاللهِ العظيم المرجعُ

ولقد فجعنا بابن بازٍ قبله

إن المصائب خرقها لا يُرقعُ

سنة وتسعة أشهر معدودةٍ

طنبان من أطنابها تتقلعُ

فالأرض تبكي والسماء حزينة

والله يفعل ما يشاء ويصنعُ

والفقه يرثي والصّحاح عليلة

والروض باك والضياءُ اللامعُ

والفتح اغلق دفّتيه بحيرةٍ

وكذا الفرائض بل علوم أجمعُ

ترثي إمام الحق حامي نهجها

الشيخُ حارسها يذبُّ ويردعُ

يا كعبة الله التي شهدت له

فتحدثي عن شيخنا أتسمعُ

قالت لنا والدمع زاد نشيجها

تالله ما أزكاه حوليَ يركعُ

وكذا المشاعر أُرتِجَت لفراقه

والأرض غشّاها بوار بلقعُ

لك ياعقيدة قد أتيتُ معزيا

فبمثله يعلوالعزاء ويرفعُ

لك ياعقيدة قد أتيتُ معزيا

لمن العزاء وكلنا نتقطعُ

يوم الخميس ويالها من لحظةٍ

إذ كفنوا الشيخ الجليل واسرعوا

في مكة قد هال مقلة عينها

إذ قدموه عليه كُبِّر اربعُ

حملوه نحو العدل كان مسيرهم

حضر الجميعُ وشاهدوه وودعوا

يالحد مهلا فيك شمس زماننا

قد غُيِّبت والنور باقٍ يسطعُ

عادوا جميعا ليس فيهم شيخهم

وقلوبهم من حرقة تتقطعُ

بحر يسيل من الدموع بلوعةٍ

من ضَنّ دمعاً خِلته لا يدمعُ

ستظل يا علم المشائخ شامخاً

ويظل علمك في البرايا يُطبعُ

صلى الإله على النبي وصحبه

عدد الحصى والساكنات الهجعُ