يا عين فيضي بدمع الحزن تسكابا
وابكي كريماً عزيز النفس تواباً
سحي بدمعك في الخدين أودية
تجري بنهر فإن البدر قد غابا
أما ترين سواداً في مرابعنا
فذلك الليل جر الهم أثوابا
حزنا على الشيخ نبكي في مصيبتنا
فنبصر الدمع في الوجدان منسابا
والأرض تمسح بالأطراف دمعتها
إذ فارقت بفراق الشيخ محرابا
يا بن العثيمين من للعلم بعدكمو
وأنت من علم الطلاب آدابا
من للعلوم وللأخلاق أن درست
من للقواعد تبيانا وإعرابا
من للفوائد يجنيها ويقطفها
فأنت تقطف مما لذ أو طابا
من للمجالس بالفتوى يعطرها
وكنت تملؤها مسكاً وأطيابا
مات الحبيب وما ماتت مآثره
إن العلوم تزيد العمر أحقابا
مات الذي كسب الميراث من سلف
وورث العلم أجيالاً وطلابا
فودعي يا رياض العلم ذا أدب
سمحا بشوشاً حليم القلب أوابا
وودعي من دعا لله مجتهدا
شيخاً كبيراً على التعليم قد شابا
لمثل هذا تسيل العين في حزن
وتذرف الدمع آلاما وأوصابا