| متابعة
الحمد لله الحي الذي لا يموت، وتوحّد بالديمومة والبقاء وتفرد بالعزة والكبرياء وطوق عباده بطوق الفناء وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين,, أما بعد.
فإن المصائب تحل بالمسلمين بين الحين والحين ومن أعظم المصائب التي يكبر خطبها على المسلمين عامة هو موت العلماء الربانيين الذين يحملون هم الأمة في كل شأن من شؤونها دون كلل أو ملل كيف لا يعظم الخطب ومقام العلماء الربانيين في الإسلام كبير فإن العلماء هم ورثة الأنبياء ومصابيح الدجى وقدوة الأتقياء هم في الأرض كالنجوم في السماء والضياء في الظلماء بهم يعرف الحلال من الحرام والصحيح من الفاسد والحق والباطل وهم الدواء للداء فضلهم ظاهر يدعون من ضل الى الهدى ويصبرون على الاذى، عن طريقم يذاد عن حياض السنة ويقضى على البدعة وتوأد الفتنة فهم أمناء الله في تبليغ دينه هم أرحم بالأمة من الآباء والأمهات لأن الآباء والأمهات يحفظون أبناءهم من نار الدنيا وأوصاب الحياة والعلماء يحفظونهم من نار السعير وتعاسة المصير, فهو كنز الملة وحفاظ السنة وحملة الشريعة، وإن فقد العالم رزية وموت الفقيه بلية وإذا رحل عن الدنيا عالم عامل فقد جرحت الأمة في القلب وأصيبت في المقتل قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من الناس ولكن يقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا).
وإن أعظم فجيعة حلت بالعالم الاسلامي في يوم الاربعاء الخامس عشر من الشهر العاشر من عام الف وأربع مائة وواحد وعشرين هو موت محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته هذا العالم الأمثل الذين نذر حياته لدين الله عز وجل ووعظ المسلمين والعطف على الضعفاء والمحتاجين ونصرة المظلومين وتفقد أحوال المسلمين فلتنثر العيون الدموع ولتحزن القلوب والصبر خير مطلوب (وإنا لله وإنا إليه راجعون) وانا لفراقك يا ابن عثيمين لمحزونون ولا حول ولا قوة الا بالله.
قال الشاعر:
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
متى حط ذا عن نعشه ذاك يركب |
ولا يسعنا هنا إلا ان نرفع اكفنا بالدعاء الى الله جلت قدرته أن يسكن الشيخ فسيح جناته في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة آمين وآمين وآمين يا رب العالمين.
وأرفع التعازي الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين الامير عبدالله بن عبدالعزيز والى سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز وعلمائنا الافاضل وأبناء الفقيد وطلابه الذين درسوا على يده وافراد الشعب السعودي، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
بادي محمد علوش الدوسري
وادي الدواسر
|
|
|
|
|