توفي الشيخ والعالم الجليل محمد بن صالح بن عثيمين يوم الاربعاء الموافق 15/10/1421ه وعمره,, 74 سنة,, قضاها,, في أولها في طلب العلم,, والأخذ من المشايخ المنقطعين للعلم وهداية الناس، وفي آخرها ووسطها كان منار هداية للمسلمين في هذه البلاد وغيرها من بلاد المسلمين,, وكانت وفاته ألماً وكدراً شديدين على أهل هذه البلاد خاصة,, وعلى المسلمين في انحاء الدنيا لتأثيره الواسع,, بما نشره من علم نافع وفتاوى,, وفقه,, ورأي سليم,, عرف عنه الورع والزهد في حطام الدنيا، كما عرف الخلق الحسن والرأفة واللطف بمن يستفتيه كما كانت له نفس مرحة ووجه بشوش, وتواضع جم,, وقد رزئت البلاد الإسلامية بفقده,, لأن موت العالم أشد من موت العابد, ولو كان ألف عابد,, لما يكسبه المسلمون من علم العالم وفقهه وفتاواه, ولان العابد نفعه يخصه,, بينما نفع العالم عام للجميع,, ولقد رزئت هذه البلاد بعدد من العلماء توفاهم الله في أول هذا العام، وكل واحد منهم له مكانته المتميزة,, وتأثيره على الاسلام والمسلمين، وماذاك إلا ابتلاء,, وبشر الصابرين، والعلماء هم ورثة الانبياء؛ لان الانبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم، يأخذ به من فقهه الله فيه وأراد له الخير، ليحمل لواء الدعوة والتنوير والتبصير والهداية, والشيخ ابن عثيمين رحمه الله واحد من هؤلاء,, وتميز الرجل اسكنه الله واسع جنته باجتهاداته في عدد من المسائل الفقهية,, مع تنوع المعارف,, وانسلاخ من الدنيا وزخرفها,, وتشرف دائم للآخرة ونعيمها الدائم,, ولقد عانى من المرض الخبيث أخيراً,, وصبر,, وقضى أيامه الأخيرة في الحرم رمضان كله وظل معتكفا العشر الأواخر, ومفتياً للناس، ومؤدياً لدروسه المعتادة حسب طاقته, ونرجو ان يكون ذلك تمحيصاً له، وقبولاً له عند ربه، فلقد جاهد بعلمه,, واحبه الناس لتواضعه,, وجعل الله حبه في قلوب الناس,, لانه العالم الرباني المخلص الذي خدم دين الله واخلص في الدعوة والارشاد وبيان المسائل الفقهية التي تهم المسلمين,, وله مؤلفات عديدة على شكل رسائل توجيهية وإنا كمحبين له لنرجو من الله ان يسكنه فسيح الجنات ويعلي له الدرجات وان يعوض الاسلام والمسلمين بعد موته خيراً,,, وان يبارك في البقية الصالحة من علمائنا, وان يجعلهم أنوار رشد وصلاح,, سلام على الشيخ الصالح محمد بن عثيمين في الخالدين,,, وعزاء لنا جميعاً ولأسرته الكريمة.
راشد الحمدان
|