| متابعة
بالامس القريب ودعنا ثلة من علمائنا الافاضل الشيوخ ابن باز، الطنطاوي، الالباني، الغزالي، وها نحن اليوم نودع عالما آخر رحل عن هذه الدنيا الفانية بعد مسيرة حافلة بالدعوة الى الله ونصرة دينه الاسلام رحل الشيخ ابن عثيمين بعد رحلة كانت مليئة بالخير الكثير للمسلمين في اصقاع قريبة وبعيدة, نشر فيها بصوته وحروفه المكتوبة العلم النافع والفقه الصحيح والتفسير الموضوعي للاحاديث والآيات علاوة على الخلق الرفيع والمعاملة الطيبة والسمعة الحسنة والرأي السديد والفكر المنفتح والحكم الصائب.
كان الفقيد عالما جليلا عُرف عنه رحابة الصدر وقول الحق والسعي لمصلحة المسلمين ونصحهم الكبير والصغير، العامة والخاصة, وكان زاهدا تقيا متواضعا يداعب الطفل الصغير وهو العالم الكبير فنعم الاب هو والاخ الحنون,, ومن ينسى اسلوبه المتميز في الدعوة الى الله,, من ينسى محاضراته وكلماته العذبة واسلوبه اللطيف في المخاطبة والحديث واتباعه للحكمة والموعظة الحسنة التي كان لها اكبر الاثر في تليين القلوب وتقريب النفوس من الدين الحنيف, بعلمه وعمله كان مثالا للعالم المتبع لنهج السلف الصالح حيث كانت افعاله وتصرفاته تتطابق مع اقواله وكلماته ويشهد بهذا القاصي والداني, لم يتقاعس يوما عن خدمة الاسلام في كل موقع اينما كان فكانت له مشاركات عديدة فهو يؤلف ويفتي ويدرس في العقيدة والشريعة واللغة العربية ويلقي المحاضرات هنا وهناك ولا يتردد عن تلبية دعوة فيها ذكر لله واحياء للسنة الشريفة فله كلمة في هذا المؤتمر ومحاضرة في تلك الندوة وحديث في اذاعة القرآن الكريم وكل ذلك بأسلوبه المحبب وأدبه الجم وكلماته التي تلامس القلوب وتفتح العقول فكم من شخص اهتدى للاسلام وكم من شخص عاد للاسلام واستقام بعد سماعه للشيخ رحمه الله, شارك في العديد من المناسبات الفكرية والندوات العامة التي تبحث قضايا المجتمع والمسلمين ومنها مؤتمر مكافحة المخدرات ومؤتمر الفقه الاسلامي والدعوة والدعاة وكان رحمه الله رغم مرضه موجودا في مكة المكرمة مع طلبته والله العلم خلال شهر رمضان حيث آخر عهده بالدنيا المسجد الحرام قبل اشتداد مرضه وانتقاله الى رحمة الله.
ان العالم الاسلامي لن ينسى هذا العالم المجدد وسيذكر على الدوام ما قام به لخدمة الاسلام والمسلمين انطلاقا من هذه البلاد الخيرة وبالتأكيد فان اهله وطلبته سيواصلون رسالته وابقاء ذكره ونشر مؤلفاته حيث ذكرت الانباء ان موقعا خاصا له سيفتتح على شبكة الانترنت وهذا عمل مفيد في الوقت الحالي حيث التقنية تفرض نفسها والى جانب ذلك ارى ان يتم الاعلان عن مؤسسة ثقافية كبيرة تتولى حصر آثار الشيخ وتراثه من كتب وفتاوى واحاديث وخطب وأن تجمعها بأشكال طباعية انيقة ومتعددة الاحجام وأن تقوم بتوزيعها على نطاق واسع في مختلف انحاء العالم ولاسيما في المناطق التي تفتقد للتوعية الاسلامية الصحيحة ولا تملك التقنيات الحديثة كالانترنت, لقد كان يرحمه الله حريصا على نشر قيم الاسلام الصحيح والدعوة الى الله واتباع نهج السلف الصالح وخاصة في البلاد التي تنتشر فيها البدع والمحدثات واعتقد ان هذا الامر لو تحقق فيه خير كثير وعمل صالح يصل اجره ان شاء الله الى شيخنا الراحل,, كما يمكن لاذاعة القرآن الكريم التي يصل بثها لمسافات بعيدة ان تقدم احاديث الشيخ وفتاويه وهي كثيرة وتتناول قضايا عديدة كان للشيخ رحمه الله آراء صائبة فيها,, رحم الله الشيخ ابن عثيمين وأجزل له العطاء والحسنات وأسكنه فسيح جناته.
محمد السويطي
عفيف
|
|
|
|
|