| متابعة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
فإن في وجود العلماء الربانيين حفظاً للدين، فهم السياج المتين الذي يحول بين الدين وبين أعدائه، وهم النور المبين الذي تستنير به الأمة عند اشتباه الحق وخفائه، وهم ورثة الأنبياء في أممهم، وأمناؤهم على دينهم، وهم شهداء الله في الأرض على وحدانيته شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم وهم شهداء الله في أرضه يشهدون ان رسله صادقون مصدوقون، وهم النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة، واذا كانت هذه منزلة العالم من أمته ودينه أفلا يجدر بنا أن نأسف على موت العلماء لأن فقد العالم ليس فقداً لشخصيته فحسب، ولكنه فقد لجزء من تراث النبوة.
وفقد العلماء في مثل هذا الزمان تتضاعف به المصيبة، لأن العالمين أصبحوا ندرة قليلة بين الناس، وكثر الجهل، والتشكيك والالباس.
وان مما كدر الخاطر، وأدمع العين، وأحزن القلب، وفاة شيخنا ووالدنا محمد بن صالح بن عثيمين، والذي تشرفت بالدراسة على يده في كلية الشريعة وأصول الدين في القصيم في الفترة 1404 1408ه وكذا في جامعه العامر في مدينة عنيزة أعزها الله بالاسلام.
وقد كان سماحته غفر الله له فريداً من نوعه، زاهداً في الدنيا، مقبلاً على الآخرة، كما يعلم ذلك الجميع.
وفي نظري أن شيخنا تميز بما يلي:
1 غزارة علمه، وتحريه للدليل، وحسن تحريره للمسائل.
2 شدة اخلاصه هكذا نحسبه والله حسيبه وسلامته من الحسد وأمراض القلوب كحب الشهرة، وطيران السمعة في الآفاق، وقد سمعته كثيراً يردد حب الظهور يقصم الظهور .
3 زهده في الدنيا، وثباته على الحق، لا تستفزه الأزمات والفتن، ثابت كثبوت الجبال الرواسي.
4 دائماً يؤكد على أهمية السمع والطاعة لولاة الأمر في العسر واليسر، والنشط والمكره ويحذر من الخروج عليهم، والطعن فيهم، ويورد الأدلة من الكتاب والسنة ومواقف السلف الصالح، ومن النظر الصحيح في هذا الأمر، حتى يقتنع كل طالب للحق.
5 حرصه على نشر العلم، وعلى أن يقوم طلبة العلم بالقاء الدروس في المساجد.
6 حسن توجيهه ونصحه، فمن ذلك انني كتبت إليه كتاباً أوضح له مناشط مكتب الدعوة وتحفيظ القرآن الكريم بفيد بحائل فرد علي كتاباً يدعو فيه لنا بالتوفيق والتسديد، واقترح رحمه الله اقتراحاً وجيهاً وهو بناء مشروع استثماري لحلق التحفيظ، وقد نفذنا بحمد الله اقتراحه، جعل الله توجيهه ونصحه في ميزان حسناته، وصلى الله على نبينا محمد.
|
|
|
|
|