|
| متابعة
قال الله تعالى: (أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها) قال ابن عباس رضي الله عنه في رواية له عن هذه الآية: (خراب الأرض بموت علمائها وفقهائها وأهل الخير منها) وقال مجاهد: هو موت العلماء, وموت العلماء مما لاشك فهي من المصائب التي تُبتلى بها الأمة الاسلامية كيف لا؟ وهم مصابيح الدجى ومنارات الهدى وبموتهم يُثلم في جسد الأمة الاسلامية ثلمة.
|
إذا ما مات ذو علم وتقوى
فقد ثُلمت من الإسلام ثلمة |
وقبل أيام ودّعنا وودّعت الأمة الاسلامية علماً من الأعلام وفقيهاً من فقهاء العصر وجبلاً من جبال الدعوة إنه سماحة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين، ومن منا لا يعرف ابن عثيمين العالم الجهبذ الذي ذاع صيته في شتى أنحاء العالم الاسلامي وانتشرت مؤلفاته حتى وصلت للقاصي والداني, فرحم الله فقيد الأمة الاسلامية رحمة واسعة ونسأله جل شأنه ان يخلف عليها بخير وأن يرزق الجميع الصبر والاحتساب.
إن قبض العلماء هو قبض للعلم ففي الحديث عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا) قال النووي رحمه الله هذا الحديث يبين ان المراد بقبض العلم ليس هو محوه من صدور حفاظه ولكن معناه أن يموت حملته.
والمراد بالعلم هنا علم الكتاب والسنة وهو العلم الموروث عن الأنبياء عليهم السلام فإن العلماء هم ورثة الأنبياء وبذهابهم يذهب العلم وتموت السنن وتظهر البدع ويعم الجهل.
|
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها
متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها
وإن أبى عاد في أكنافها التلف |
وفي الأعوام الأخيرة فقدت الأمة الاسلامية مجموعة من العلماء الأفاضل ويأتي في مقدمتهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز الذي توفي رحمه الله في العام الماضي، وهذا العام لحقه تلميذه سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، فرحمهم الله رحمة واسعة واسكنهم فسيح جناته وعوّض الأمة الاسلامية خيراً (إنا لله وإنا اليه راجعون).
سلمان عبدالعزيز المعيلي
عرقة
|
|
|
|
|
