أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th January,2001 العدد:10337الطبعةالاولـي الثلاثاء 21 ,شوال 1421

متابعة

النجم الذي فقدناه!
عبدالرحمن بن محمد السدحان
تمهيد:
ترددت قليلاً في الكتابة عن الحدث الذي هز قلوب المؤمنين قبل أيام في هذه البلاد وخارجها، ممثَّلاً في رحيل فضيلة الشيخ الصالح محمد بن صالح العثيمين إلى دار القرار، كان سبب تردُّدي أن من كتب عنه رحمه الله حتى الآن تأبيناً وإشادة، لم يدع لي ما أقوله، لكنني في الوقت نفسه، لم أستطع ردع الرغبة في الإسهام بكلمات قليلة تتحدث باختصار عن بعض الجوانب الغزيرة في سيرة الشيخ الفقيد، وتؤرّخ له مكانة ومآثر وأثراً، فكانت هذه الكلمة.
**
لم ألتق وجهاً لوجه بفقيد العقيدة والوطن، فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، سوى مرة واحدة قبل نحو عقدين من الزمن، ورغم ذلك، كان له رحمه الله حضور مهيب في خاطري,, من خلال ما أقرأه وأسمعه له وعنه، في المجالس وعبر وسائل الاعلام، وقد تراكم صيته العَطِر في طول البلاد وعرضها، بل وفي خارجها، اعتماداً على المعطيات التالية:
1 زهده رحمه الله في زينة الحياة الدنيا وزخرفها وصولجان قُوتِها وقوّتها.
2 انكفاؤه المستمر على متابعة الدروس والمواعظ الدينية في كل مكان، ورعايته تلاميذَه الكُثر، ومتابعة تحصيلهم على يديه.
3 كان رحمه الله حليفاً لكلمة الحق، ملتزماً بها، مقيماً عليها، لا تأخذه فيها لومة لائم، ولذلك أَجَلَّه القريب والبعيد والكبير والصغير، حتى غدا علَماً من اعلام العقيدة المطهرة,, وسراجاً لها منيراً.
4 تواضع رحمه الله للناس، فرفعوه علماً وقدراً، وأحب الناس، فأحبوه منزلة وأثراً، وتواصل مع الناس، فلم ينقطعوا عنه ليلاً أو نهاراً حيثما كان.
***
ثم حل به المرض العُضال، فلم يخرّ له ولم يستسلم أو يَهن، بل واجهه بقوة المؤمن وصبر القوي الذي يعرف انه مُلاقٍ ربه يوماً، طال الأجل أم قصر، ولذا لم يتخلَّ عن جهد الدعوة وجهادها حتى وهو على فراش المرض في أمريكا، ولما عاد إلى المملكة، استأنف ما كان عليه، امامة ووعظاً ودرساً.
وحين داهمته عاصفة المرض مؤخراً، قبل رمضان المبارك هذا العام، استجاب رحمه الله لنصح آله وأطبائه مؤقتاً، لتلقي العلاج في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض,, حتى هلَّ شهر رمضان المبارك، فغادر سريره الأبيض بإصرار إلى حرم الله في مكة المكرمة متعبداً، وكأنه كان على موعد مع قطار الموت الذي حمله إلى دنيا الخلود بإذن الله، وكان خلال اقامته في الحرم الشريف وحتى آخر قطرة من حياته، يستقبل زُوَّاره وتلاميذه فيؤنسهم بعلمه ولطفه وظرفه.
**
وبعد,, فقد فقدت الجزيرة العربية والعالم الإسلامي برحيل الشيخ ابن عثيمين رمزاً كبيراً من رموز العقيدة السلفية الصحيحة، ولا أجد أبلغ دلالة على مكانه ومكانته رحمه الله مما نقرأ ونسمع هذه الأيام من أدب الرثاء، شعره ونثره، تأبيناً للفقيد الكبير، وإشادة به علماً وسلوكاً وفضلاً!
**
رحم الله الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وأنزله في عليين، مع الشهداء والصالحين.
انا لله وانا إليه راجعون

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved