| المجتمـع
* تحقيق :خالد الخليفة
المدارس بمختلف مراحلها ليست مؤسسات تعليمية فقط ولكنها ميادين حضارية تجمع بين رسالتي التربية والتعليم بهدف صناعة أجيال واعية فاعلة تتمتع بكفاءة علمية عالية وسلوك حضاري متميز، وتأتي الجوانب الاجتماعية المضيئة في مقدمة الاهتمامات التي تسعى وزارة المعارف لتجسيدها في حياة طلابها داخل المدرسة وخارجها, ومدرسة ابو بكر الصديق الابتدائية بمحافظة الرس احدى المدارس التي عملت على تحقيق ذلك من خلال تنظيم زيارات منزلية من قبل بعض الطلاب والمعلمين لزيارة طالب أو معلم أو عيادتهما في حالة المرض.
حيث التقت الجزيرة عددا من المعلمين والطلاب للتعرف على أهداف وآثار هذه الزيارات وذلك من خلال التحقيق التالي.
العلم وحده لا يكفي
** بداية تحدث مدير المدرسة صالح عبدالعزيز الغفيلي قائلا: لا شك ان للروابط الاجتماعية الطيبة أثرها الكبير في نفوس الجميع صغارا وكبارا ومن مسؤولية المدرسة بصفتها مؤسسة تربوية وتعليمية أن تقوم بدورها في هذا المجال من خلال زرع المفاهيم التربوية والاجتماعية الايجابية في نفوس طلابها الذين سيكونون في المستقبل أعضاء فاعلين في مجتمعهم وبرامج وزارة المعارف الاجتماعية تشجع ذلك وتسعى الى تحقيقه فالعلم وحده لا يكفي اذا لم يزينه خلق حسن وسلوك سليم وعندما شعرت بحماس الزملاء حيال ذلك لم أجد أمامي إلا تشجيعه ومباركته خصوصا انني لمست رغبة الطلاب وسعادتهم بهذه الخطوات المشكورة ولا سيما انها تتم بشكل منظم دون تأثير على الجدول المدرسي ويكفي أن أشير الى ما حصل لأحد الطلبة حيث تعرض لحادث مروري وأصيب بكسر في أنفه ولأنه ما زال يضع لاصقا طبيا على موضع الاصابة أصيب بالحرج رغم مرور عشرة أيام على الحادث ونتيجة رفضه للذهاب الى المدرسة بناء على كلام ولي أمره نظمنا زيارة خاصة له من قبل زملائه في منزل أسرته وقدموا له الحلوى وبعض الهدايا وعندها شعر بالسعادة وانتظم في دراسته من الغد وسط سعادة أسرته وسروره أيضا وسنظل بإذن الله سائرين على هذا المنوال في المناسبات السعيدة والحزينة.
أهداف تربوية
بينما قال المرشد الطلابي عبدالله صالح الرثيع لو تحدثنا عن عيادة المريض بشكل خاص فانها ذات أهداف تربوية نبيلة وانسانية لها أبعادها الاجتماعية والنفسية ومردوداتها الايجابية على الطلاب الذين يمثلون شريحة واسعة في المجتمع فضلا عن كونهم جيل المستقبل وآباء الغد ولا شك ان في عيادة الطلاب لزملائهم المرضى الذين لا تكون أمراضهم معدية احياء لهذه السنة التي كادت أن تندثر بين الشباب ولا سيما الطلاب الذين تنقطع صلتهم بزملائهم بمجرد مغادرة المدرسة فمن خلال الزيارة أو العيادة بمعنى أصح يتعلم النشء الكثير من الخصال الحميدة ويطبقون ما تعلموه في حياتهم الاجتماعية فأحد الطلاب كان متسما بالانطوائية لكنه بعد زيارة زملائه له في منزله أصبح طالبا اجتماعيا يحب الجميع والآخرون يحبونه وهذا يشيع في المدرسة جو الألفة والمحبة والأخوة الاسلامية ويقوي الروابط بين أسرة المدرسة ان هذه الزيارات رغم قصرها ذات فائدة كبيرة تمتد حتى آخر العمر.
قدوة حسنة
أما المعلم حسن عبدالله الشبعان فقال: ديننا الحنيف يحثنا على عيادة المريض وقد بشرنا بالأجر والثواب العظيمين من الله سبحانه وتعالى ولو لم يأت من هذه الزيارة سوى تذكرنا لما نحن عليه من نعمة وصحة واشاعة السعادة والارتياح بين الناس خصوصا بين الطلاب وزملائهم والمعلمين وطلابهم لكان كافيا, وبصفتي أحد العاملين في مجال التربية والتعليم فأرجو ألا ننسى الدور التربوي الذي تسفر عنه هذه الزيارات فإنني من المشجعين لتنظيم هذه الزيارات للطلاب ولمست الكثير من الفوائد الناجمة عنها سواء لدى أبنائنا التلاميذ أو زملائنا المعلمين.
الزيارة أسعدتني
كما تحدث المعلم عبدالله علي البطاح عن اثر زيارة الطلاب له في منزله عندما كان مريضا فقال: قبل فترة أجريت لي عملية جراحية واضطررت بسبب ذلك الى عدم الذهاب الى المدرسة حيث أقضي اجازة مرضية وفوجئت في أحد الأيام بالمرشد الطلابي وبصحبته عدد من الطلاب يقومون بزيارتي تعبيرا عن مشاعرهم الكريمة تجاهي ولك ان تتصور اثر ذلك في نفسي حيث شعرت بسعادة وأحسست بأن هؤلاء الطلاب أبنائي ونسيت معاناتي بل ان أطفالي سعدوا بالتلاميذ الذين قدموا لهم بعض الهدايا الرمزية المعبرة لقد قرأت في عيونهم أسمى معاني الاخوة والمحبة والترابط، وهنا قررت أن أقطع اجازتي المرضية وأواصل عملي رغم معاناتي لأنني شعرت بنشاط ورغبة قوية لأداء مسؤولياتي فكانت الزيارة دافعا معنويا كبيرا لي.
أسرتي تشجعني
وقال الطالب ابراهيم عبدالله الخليفة: لقد سعدت بزيارة أستاذي في منزله عندما كان مريضا وكان استقباله لنا جميلا حيث قدم لنا بعض الهدايا وزادت سعادتنا حينما عاد الى المدرسة,, أنا مسرور جدا بهذه الزيارة، كما ان أسرتي شجعتني على ذلك ولن أتردد في أي زيارة مثل هذه وشكرا لمدرستنا ولمعلمنا وان شاء الله يكون في صحة وعافية دائما.
التطبيق العملي
كما قال الطالب صالح علي العايد بالنسبة لي فقد قمت بزيارة أحد زملائي الذين ليسوا معي في فصل واحد عندما تعرض لحادث وكان معي والدي وزيارتي له نابعة من حرصي على عيادة المريض لأن ما نتعلمه في المدرسة يجب أن نطبقه خارجها دائما وقد كان زميلي سعيدا بهذه الزيارة لأنني أحد أصدقائه، والدي أيضا شجعني وهو يحرص على تربيتي تربية اسلامية في كل شأن من شؤون حياتنا.
شكراً للجميع
وأخيرا تحدث الطالب راكان عبدالله الشارخ حول تجربته بعد زيارة زملائه له اثر حادث مروري تعرض له قائلا: تعرضت لحادث مروري وتم تنويمي في المستشفى ثلاثة أيام وبعد انتقالي للبيت قامت مجموعة من زملائي بصحبة المرشد حاملين معهم بعض الهدايا وشعرت انهم اخوة لي وبصراحة كنت أشعر بالحرج وأتردد في الذهاب الى المدرسة ولكن بعد زيارتهم لي اشتقت لمدرستي ولزملائي خصوصا انني جلست أسبوعين على هذه الحالة,, وأنا مسرور جدا بما قاموا به لأنه يعكس حبهم لي وحرصهم عليَّ وأشكرلهم هذه الزيارة واللفتة الطيبة وحفظ الله الجميع من كل سوء.
|
|
|
|
|