أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 16th January,2001 العدد:10337الطبعةالاولـي الثلاثاء 21 ,شوال 1421

مقـالات

اللغة والتراث,, تربية وطنية
منى عبدالله الذكير *
* يبدو أننا اليوم على أعتاب مرحلة تربوية جديدة شئنا ذلك أو ابينا، فالنظام التربوي شأنه في ذلك شأن الكثير من مظاهر الحياة الاجتماعية التي نعيشها، لابد ان يكون متغيراً ومتجدداً ومتطوراً بحسب الظروف والمتغيرات التي يزخر بها العالم المعاصر، هي قاعدة عامة تصدق في معظم الأحوال وهذا لاينفي وجود الكثير من الثغرات والعيوب التي يعاني منها اي نظام تربوي في كل بلد، لذلك نجد البحوث والدراسات في حالة عمل دائب لرصد تلك الثغرات، ووضع أسس تربوية جديدة كل حين،, وإذ لا اريد هنا ان اخوض في أمور فنية دقيقة إلاّ أنني أود ان ابدي بعض الملاحظات العامة، اولها ان الكثير من الطلبة يعانون من ضعف في اللغة العربية وهذا ينسحب على معظم مدارس دول الخليج لأنها المنطقة التي تهمنا ونحرص على نموها الحضاري بشكل سليم ومتسق مع حضارة العالم المتقدم، طلبتنا لا يستخدمون لغتهم الأم استخداماً صحيحاً لأنهم لم يتعودوا او يتدربوا أثناء الدراسة على التعبير عن افكارهم بشكل سليم واضح يستخدم خلالها الجمل والمصطلحات العربية القوية بمكانها الواجب من الحديث، ولعل الذي يزيد من حرصنا على الاهتمام باللغة العربية عند الأجيال الصاعدة هو ان اللغة جزء هام من التراث, بل لعله أهم ركن من أركان تراثنا العربي الإسلامي, فالمسألة لا تنحصر فقط في ان اللغة تسهل علينا التفاهم والتواصل فيما بيننا، وإنما المسألة تتعلق ايضا بواجبات قومية وحضارية تحتم علينا المحافظة على اللغة، والاهتمام بها أكبر اهتمام.
وضمن هذا الحديث تندرج الإشارة إلى مهرجان الجنادرية التراثي الذي يقام سنوياً في المملكة العربية السعودية ويحضره كبار رجالات السياسة في كل الدول الخليجية والعربية والعالم,, فذلك الاحتفال الكبير يلفت نظرنا إلى أهمية تتعلق بإكساب الطلبة مفاهيم جديدة وتعويدهم عادات حضارية حديثة تستمد مضامينها من الماضي العريق، جذور تليدة وحاضر مكين هذا هو مفهوم احترام العمل اليدوي والحرف والمهن الفنية الى جانب التخصصات العلمية والعمل الآلي المتطور، كلها يجب ان تكون لها كفة راجحة في مناهجنا التربوية,, ولا يعني ذلك تخلينا عن الآداب والفنون والدراسات الاجتماعية والإنسانية، وإنما يعني ذلك أنه قد آن الأوان لكي نعطي العلم مكانة هامة في نفوس ابنائنا,, ان العلمين النظري والتطبيقي يعكسان ابرز مظهر في حياتنا المعاصرة، وإذا كانت الحياة قد استقامت للمجتمعات المتقدمة بفضل العلم، فإن تشديد المجتمعات النامية على أهمية العلم يصبح ضرورة قصوى وقضية مصيرية.
ان الجنادرية بأبسط صورة تعبيرية نجد هدفها يتعلق بتنمية الروح الوطنية وزرع المحبة للوطن وللأرض في نفوس الأجيال منذ الصغر، ان نمو الحضارة ورسوخ معناها رهن بالوحدة الوطنية التي تنشأ منذ الصغر بغرس حب واحترام تاريخنا وتراثنا ولغتنا وإسلامنا في النفوس,, كل تلك المعاني تعني حب الأرض والانتماء إليها ولها,, ان الله سبحانه كرم الفرد وجعله نواة المجتمع الخلاق واعطاه قيمة متميزة بعقل مفكر واحترام ذاتي، يدفعه للعمل والإنتاج.
المنامة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved