ودعتنا ومضيت يا منصورُ
وسبقتنا فاستقبلتك الحورُ
وتركتنا في غُلة لن تنطفي
نيرانها أو عدت يا منصور
فالكل إما دمعه مسترسل
أو مطرقٌ أو قلبه تنور
لا غرو هل أبصرت قلباً ميتاً
يهتز حزناً أو لديه شعور
منصور إن ترحل فإن قلوبنا
رحلت فمنها قد خلون صدور
غادرتنا واقام حزن بيننا
فلكل قلب أنة وزفير
كم مقلة ذرفت وقلب من اسى
عصفت به من جانبيه سعير
رباه لطفاً في قلوب عزها
وجدٌ وكادت للفراق تطير
لم أشكُ من جزع ولكن من جوى
كالجمر من جنبي ظل يفور
منصور إن تبعد فأنت بخاطري
علماً وقلبي في هواك أسير
كيف اتجهت اراك ترسم بسمة
فتحيل صحرائي ندى ونشور
ولقد بلوت الناس لكن لم أجد
احداً كمثلك بينهم ونضير
فيك الحسان من الخلال تجمعت
في حين يفقدها سواك كثير
وذكرت أياما مضين فأسبلت
عيناي ماء كالسحاب غزير
وذكرت نادينا وأنت تهزنا
بالشعر عذباً والأقاح عبير
وذكرت عبد الله يحلم بالدمى
يأتي بها من مكة منصور
يصغى ملياً حين يسمع نبأةً
مترقباً وفؤاده مسرور
لهفي انا في قلبه متحملا
هول المصاب وهو بعدُ صغير
آه لذاك القلب ان غضاً ذوى
آه لجفن دمعه منثور
تا لله لم تخطر رؤاه بخاطري
إلا وأشعر خافقي معصور
آل الزنيدي من أب أو إخوة
صبراً ولو ان المصاب كبير
لله ما اعطى ففيه استرجعوا
وارضوا بما يأتي به المقدور
كل امرىء ما عاش رهن للردى
اين المشمر حسب ذاك نذير
(وإذا المنية أنشبت أظفارها)
ما عاد يجدي عندها الدكتور