|
| عزيزتـي الجزيرة
الخُلق كلمة صغيرة ذات دلالة كبيرة تنتظم كل أعمال الإنسان وأقواله، فإن كان ذلك حسناً كان خلقاً قويماً، وإن كان سيئا كان خلقاً قبيحاً، إنها لاتقف عند حدود ما يتحلى به الإنسان من صفات حميدة أو خلال رذيلة، ولكنها تتجاوز ذلك المعنى لتشمل كل سلوك الإنسان وعلاقاته مع ربه او بالناس أو بالكون، وبهذا المعنى الواسع امتدح الله رسوله صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه وتعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) وعبّرت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن النبي صلى الله عليه وسلم بقولها: كان خلقه القرآن وعلى هذا يكون الخلق القويم من إيمان صادق، وعمل صالح وعلم نافع، بالإضافة إلى ما ينتج عن ذلك من صفات فاضلة وخِلال حميدة، وما يثمره ذلك من فضائل ومحامد، ومن هنا كان لزاما على المشتغلين بالتربية ان يولوا الأخلاق الأهمية الكبرى في التربية حتى يعدُّوا بها الانسان العابد لله، النافع لنفسه، المحب لمجتمعه، المتعاون مع إخوته، الساعي لدنياه وآخرته, هذا والأمر الالهي بالتعلم والتعليم، والجهاد والإنفاق والتقوى، وطهارة النفس وسلامة القلب، وإنابته والاستقامة، والعفة والاحتشام وغض البصر، والتحكم في الأهواء، والامتناع عن شهوتي البطن والفرج، وكظم الغيظ والصدق، والرقه والتواضع، والثبات والصبر، والقدوة الحسنة، والاعتدال، والعمل الصالح والتنافس في الخير وحسن الاستماع والاتباع, هذا والحمد لله رب العالمين ولله الأمر من قبل ومن بعد.
سعد مشفلوت
منطقة عسير/ سراة عبيدة
|
|
|
|
|
