| الاخيــرة
فقدت الأمة الإسلامية علماً من أعلامها وعالماً فذاً جليلاً وفقيهاً نابهاً ومحدثاً ذكياً الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله ولقد كان لفقده أثره في النفوس لما عرف عنه من سعة علم وورع وصدق في الدعوة إلى الله واجتهاد في كافة العلوم الشرعية والفقهية بصورة خاصة مع تواضع جم ورحابة صدر.
ولقد أوقف حياته رحمه الله على البحث والاجتهاد وخدمة العلم وطلابه بالتدريس وإلقاء المحاضرات والافتاء, كما أثرى المكتبة العلمية بمؤلفاته القيمة فقهاً ولغة ونحواً وشريعة.
كان الناس يهرعون إليه من كل حدب وصوب من داخل المملكة وخارجها لتبصيرهم بأمر الدين وحكم المسائل الفقهية مقتدياً بأئمة السلف المجددين كالإمامين ابن تيمية وابن القيم والشيخ محمد بن عبدالوهاب وغيرهم ممن وفقهم الله لخدمة الإسلام والذود عن حياضه وتجديد الدعوة ونبذ البدع الدخيلة عليه.
وحرصت دوماً على زيارته استئناساً به وتقديراً لمكانته وكان آخرها شهر رمضان المنصرم حيث ترددت عليه مرات عديدة للاطمئنان على صحته ولأسعد بالحديث معه وسماع نصائحه التي كان كريماً في اسدائها لنا كما هو دأبه في مجالسه موجهاً ناصحاً يشعر الإنسان خلالها باللطف واللين وتناول الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة لذلك أحببته وأحبه الناس ونال احترامهم وتقديرهم واعجابهم وكانت وفاته رحمه الله خسارة فادحة وخطباً جللاً.
نبتهل إلى الله جلت قدرته ان تحل بركته في أبنائه وطلابه ليحملوا راية مبادئه المباركة وأن يحذوا حذوه وان يتحلوا بأخلاقه الفاضلة في الدعوة إلى الله تعالى.
جزاك الله أيها الشيخ الجليل عن الاسلام والمسلمين وعن العلم وأهله وطلابه خير الجزاء ووفاك أجرك واسكنك جناته مع الصالحين.
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
|
|
|
|
|