| متابعة
لقد احدثت وفاة العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله ثلمة عظيمة دوى اثرها في افئدة وصدور جميع المسلمين فقد كان نبأ وفاته فاجعة وصدمة قوية لم تتمالك قلوب ومشاعر الكثيرين معها إلا ان تبتهل الى الله القوي العزيز ان يتغمده بواسع رحمته وان يجزل له الأجر والثواب لقاء ما قدم لدينه وأمته من أعمال ستبقى خالدة من كتب ومحاضرات الى دروس ستظل معيناً يرتوي منه كل طالب للارتواء من النبع الصافي حلو المذاق,, ان الصرخات والآهات والحزن الذي خيّم على الجميع بعد وفاة الشيخ رحمه الله يؤكد قول الشاعر:
لعمرك ما الرزية فقد مال
ولافرس يموت ولابعير
ولكن الرزية فقد شيخ
يموت بموته خلق كثير |
ان هؤلاء الجهابذة الأعلام هم حقاً من تتفطر لموتهم القلوب وتتقطع حرقة وألماً فهم المصابيح والشموع التي يسير على ضوئها البشر ويهتدي بعلمها الخلق، فيا لله كم من عقل تفتح وكم من قلب انشرح وكم من جسد استيقظ بعد ان استمع وانصت, ان على الجميع مسؤولية حفظ قدر هذا العالم وأمثاله وحفظ جهودهم والاستفادة من تعبهم ونصبهم بدءاً من المسؤولين بتيسير الوصول الى علمهم ونشر إنتاجهم عبر الوسائل المختلفة وكذلك على ابنائه وطلابه جمع ما لم يطبع واعادة طبع ما يحتاج الطباعة حتى يستفيد منه القاصي والداني، كما ان المؤمل والمعوّل من رجال القصيم وابنائها الاوفياء وهم كثر والحمد لله ان يعملوا جاهدين لبحث افضل السبل التي يمكن أن تتم ليستمر ذكر الشيخ وأعماله بإقامة مؤسسة خيرية تحمل اسمه أو مركز ثقافي أو جمعية خيرية كما ان على الجميع كذلك الحرص على النهل من العلم الغزير الذي خلّفه يرحمه الله في الكتب والأشرطة ومن طلبته الذين تلقوا منه الكثير في فنون العلم الشرعي المختلفة وآدابه رحم الله الشيخ محمد واسبغ عليه شآبيب رحمته وجمعنا به في جنات عدن في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
منصور بن عبدالعزيز البراك
|
|
|
|
|