| متابعة
أحسن الله عزاء الأمة الإسلامية بوفاة عالمها وحبرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة.
تكلم الجميع عن علم الشيخ وفضله وورعه وزهده وتقواه، ولكن هناك جانب على قدر كبير من الأهمية لتكتمل شخصية الشيخ رحمه الله وهو (خدمات الشيخ الاجتماعية)، حيث كان وسيطا للمحسنين في إيصال الخير للمحتاجين من الفقراء والمعدمين بعد التحري والتثبت عن حالهم وكذا مساعدة الشباب على الزواج وإعفافهم وإحصانهم وسداد الديون الكبيرة عن المعسرين، وبذل نفسه ووجاهته وجاهه في الشفاعة للناس عند المسؤولين ولدى ولاة الأمر يحفظهم الله وكذلك التزكيات التي كان يبذلها للأفراد العاملين على شؤون المسلمين والجمعيات الخيرية والمؤسسات الإنسانية.
وأعجب ما رأيته في الشيخ هو ضعفه أمام الأطفال الصغار وخاصة المعوقين فتجده مبتسماً في وجوههم مازحاً معهم تنفرج أسارير نفسه لهم، فكنت إذا أردت منه حاجة وتوقعت أنه سيردني لضيق وقته وكثرة مسؤولياته أخذت معي أطفالي الصغار لتنفتح نفسه لي تلقائيا وينفذ لي كل ما أبغيه بسرور وانبساط لحبه الكبير للصغار وضعفه الواضح امامهم.
ومرة قام ابني الصغير (أحمد) عمره (8) سنوات بسحب الشيخ من بين تلاميذه إلى خارج المسجد قائلاً له (تعال سلم على بابا سامي) وكنت خارج المسجد فرأيت الشيخ الجليل يخرج مع ابني أحمد بهيبته وهو يبتسم فقبّلت رأسه وشكرته واعتذرت منه على تصرف الولد ولكنه كان مسروراً جداً ولم يبد أي تضايق.
فرحمه الله رحمة واسعة وأنزل عليه شآبيب رحمته وأخلف على الأمة بخير ووالله إن فقده لمصيبة عظيمة حلّت بالأمة الإسلامية.
فنسأل الله ان يرزق أهله وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان.
سامي صالح العزيِّر
معهد التربية الفكرية بعنيزة
|
|
|
|
|