لا غرو أن تلقى القصيم حزينا
وترى وتسمع في الرياض أنينا
وترى بمكة والمدينة باكياً
وترى بأبها إخوةً باكينا
وإذا رأيت الناس يجري دمعهم
سحاً على بيض الوجوه سخينا
ورأيت شرق بلادنا وشمالها
ندبا الذي ترحاله يبكينا
فاعلم بأن الخطب خطب فادح
من أجل ذلك كلهم يبكونا
يبكون من زرع المحبة والتقى
والبِرَّ فيهم، لا نراه ضنينا
يبكون شيخاً مستقيماً نهجه
عدلاً بحب المسلمين قمينا
يبكون من جمع الصفات حميدةً
وسعى يناصح قومه مأمونا
يهديهم سبل الرشاد محبةً
ولهم يُبيّن دربها تبيينا
وحياته فينا عطاءٌ كلُّها
أكرم بمن أعطى أباً وبنينا
أكرم به بَرَّاً وفيّاً زاهداً
ورعاً تقيَّاً صادقاً وأمينا
يقضي سويعات النهار مدرساً
أومفتياً فيما يقول مكينا
والليل يقضيه صلاة تهجدٍ
يدعو الإله لعلَّه يهدينا
لا شيء يعنيه سوى إيمانه
بالله ربَّاً ، بالعقيدة دينا
بمحمدٍ خير البريّة مرسلاً
للعالمين مبشراً ومُبينا
أما الدُّنا فحقيرةٌ في رأيه
لا تستحق تشوقاً وحنيناً
أمحمدٌ ودّعتنا وقلوبنا
بلهيب شوقٍ عارمٍ يصلينا
مشتاقة للقاء وجهك باسماً
ولنصحك المحبوب عبر سنينا
وفراق مثلك يا إمام مصيبةٌ
كبرى وفقد ذوي الهدى يضنينا
من للمنابر والمساجد بعدما
رحل الأئمة جلُّهم مودينا
تركوا أحبتهم تذوب قلوبهم
حزناً فمن ذا يرحم المحزونا
من ذا يوضح مشكلاً ويزيله
ومن الخلاف وشرِّه يُنجينا
من ذا نراه مثال زهدٍ صادقٍ
عن كل مشكوكٍ به يُقصينا
من ذا إذا لاحت بوارق مطمعٍ
عنه بصائب رأيه يُثنينا
إلا أئمتنا التقاة جزاهم
خير الجزاء إلهنا آمينا
يا ربّنا اغفر للإمام محمدٍ
من كان دوماً للهدى يدعونا
ولمن همُ سبقوا إلى أُخراهم
فجميعهم لشعوبهم يهدونا
ياربِّ وارحمهم جميعاً إنهم
أعطوا عطاءً نافعاً وثمينا
وختامها صلى الإله على الذي
نصر الفقير وآزر المسكينا
ودعا إلى الإسلام خير شريعةٍ
ورعى الأمانة صادقاً وأمينا