لذلك المصاب جاء هذا العزاء.
العين تبكي أجهشت ببكائها
والقلب محزون على بلوائها
بلواؤها أن الإمام محمداً
صابته اقدار الإله بدائها
فجعت بسيرته البرية بعد ما
انسى لها الماضي من علمائها
لو خلِّدت بعد الإمام محمد
نفسي لما فرحت بطول بقائها
لكن يصبِّرها على مُرِّ القضاء
إيمانها وشفاؤها بعزائها
وعزاؤها أن المقدر كائن
فهي المنايا أقبلت بدمائها
هذي هي الأقدار قدرَّها الذي
خلق الحياة بعزها وثوائها
رامته أقدار الإله بجدهِ
فهوته مكةُ في ثرى بطحائها
في قرب شيخ عز فينا فقده
عبدالعزيز الباز تحت ثَرائها
فلتسعد الأرض التي كُسيت بهم
(نوراً جلا ظلماتها بجلائها)
وعزاؤنا أن العثيمين اقتفى
نهج الشريعة فهو في أذرائها
وعزاؤنا أن العثيمين اكتفى
من هذه الدنيا بيسر عطائها
وعزاؤنا أن العثيمين اشتفى
بصلاته من دائه بدعائها
وكذا يعزينا بأن الشيخ ذو
صبر فلم يجزع على لأوائها
بل قام بالتدريس في أرجاء بيت
الله في مروٍ لها وصفائها
يدعو الى الله الجليل بعلمه
لينير درب الخلق من ظلمائها
فلئن نعاك العلم يا من حزته
فلقد نعتك ارامل بشقائها
ونعاك أيتام تحن لوالد
يرعى لها في صيفها وشتائها
ونعاك جامعك الذي نورته
وتحن طلاب الى أجزائها
ونعاك محراب ومنبرك الذي
قد بصر المخطين من أخطائها
ونعتك فتياً كنت أنت سديدها
فالناس تنشدكم الى إفتائها
يا أيها الشيخ اللطيف لمعشرٍ
يا أيها المعدود من كرمائها
يا أيها المحبوب عند ولاتنا
ودعاتنا بل في بعيد فلائها
ماذا تقول قصائدي في وصفكم
فلقد قَصَرتُ بمدحها ورثائها
لكن عسى عذراً يكون بدعوة
منا فذلك من حسان ثنائها
فلك الدعا منا بكل عشية
ندعوه عند صباحها ومسائها
يا رب منَّ عليه في جنات عدن
يهتني فيها وفي حورائها
والخلف منك إلهنا بعطية
أنت الولي فعمنا بعطائها