دمعي الغزير يفيضُ اليوم من عيني
ويرتمي الحزن في جنبي ويكويني
فقد الأئمة رزء لا مثيل له
بعد الرسول، وهذا الرزء في الدين
فقد الأئمة أدمى مقلتي أسفاً
أشاب ناصيتي، والهم يبريني
فقد الأئمة ثلم فيه فاجعة
والأرض تنقص من غرٍّ ميامين
في ليلة وضياء البدر مؤتلق
والناس في شغلهم بين العشاءين
في شهر شوال بعد العشر سادسة
من الليالي قضى الرحمن بالحين
نعى النعاة إمام الفقه فانسكبت
مني الدموع على فقد العثيمين
قد جاءني النعي من خل يهاتفني
في جهبذ العلم والتقوى يُعزيني
تحدرت من مآقي العين سافحة
على الخدود دموع الحزن والبين
فيا له حدث في الدين كارثة
فيه الجوى وسهام الحزن تُصميني
من هول فاجعة بالشيخ قد شطحت
عني القوافي من مدح وتأبين
وأصبحت خلجات النفس عاجزة
عن نظم شعر بفضل الشيخ موزون
لا غرو، إن رحيل الشيخ افزعني
هذي هي الدنيا بالأرزاء ترميني
لقد أتاني الأسى، فيه النوى حُرق
كاد الأسى بحياض الموت يلقيني
لكنني مؤمن بالله مصطبر
رضيت بالله رباً وهو يكفيني
مات الإمام الذي في القلب نحمله
نفديه بالروح لا نفديه بالدون
محمد الصالح المحبوب في جدث
يا ليتني (بدلاً) عنه فيحويني
محمد الصالح المحبوب يا ابتي
رحيلكم ورحيل العلم يضنيني
لله! ما أصعب الترحال يمرضني
إن كان من ماجد كابن العثيمين
بكت عنيزة فقد الشيخ فارتجفت
أم القرى حين غصت بالمصلين (1)
في كل صقع من الأصقاع قد ذُرفت
على الفقيد دموع القلب والعين
سيما التواضع تبدو من شمائله
يمد كفيه نحو الناس بالعون
وبين عينيه في جهر وخافية
مخافة الله في عُسر وفي لين
مات الإمام الذي من فوق منبره
قد بين الحق صرفاً خير تبيين
محمد الصالح المكسو في حلل
من العبادة والتفقيه في الدين
محمد الصالح المحمود سيرته
تجري محبته وسط الشرايين
محمد الصالح العلامة امتلأت
من بحر علمك أفواه الميادين
أنت الضياء ونور البدر مكتمل
والنور يبدو جميلاً في الضياءين
فعلمك الجم كل الناس تقبله
من أول المغرب الأقصى الى الصين
تلك الفتاوى ونور الدرب يرسلها
عبر الأثير لآلاف الملايين
والزاد متن بفتح الله تشرحه
بممتع الشرح في حسن وتضمين
بنهج طه كنور العلم تنشرها
ما حاد نهجكم عن نهج ياسين
في العلم جامعة وقد حوت درراً
في كل فن لكم باع بلا مين
جزاك ربي عن الإسلام خالدة
حور الجنان بقصر الحور والعين