| متابعة
* كتب عليان آل سعدان
وصف صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود وفاة فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة بأنها تعتبر خسارة كبيرة وفادحة للعالمين العربي والإسلامي على حد سواء.
وبفقدانه وفقا لسموه يخسر المسلمون داعية كبيرا هم في أشد الحاجة لأمثاله في هذا العصر الحديث الذي يواجه فيه المسلمون بصورة عامة تحديات كبيرة تمس دينهم وعقيدتهم.
زرته في خلوته بالحرم
وقال سموه في تصريح خاص للجزيرة: إنني شخصيا من أكثر الناس الذين تأثروا كثيرا بوفاته وفقدانه نظرا لما عرفته عن فضيلته يرحمه الله من فضائل وحكم يستفيد منها الجميع، ولكن هذا هو قضاء الله وقدره ولامرد لقضائه حيث كنت على اتصال مستمر بفضيلته رحمه الله سواء هاتفيا أو زيارته عندما نكون في مدينة واحدة وأستشيره في كثير من الأمور التي تفيدني في أمر ديني ودنياي وكانت آخر زيارة قمت بها له في 24 رمضان الماضي في خلوته بالحرم المكي الشريف وقد تأثرت كثيرا عندما رأيت صحته وتأثير المرض عليه.
نشر الدعوة وإبراز محاسن الإسلام
وأكد سموه ان فضيلته الذي كان يعاني من المرض ويتابع العلاج داخل المملكة وخارجها لم يثنه ذلك عن مواصلة أعماله ولقاءاته ومحاضراته وندواته وإفتاءاته ومواعظه في الجوامع والمساجد والجمعيات والمراكز الإسلامية للمسلمين في داخل المملكة وفي الدول التي كان فضيلته رحمه الله يتابع العلاج فيها وكانت هذه الجهود التي يقوم بها فضيلته رحمه الله لخدمة الإسلام والمسلمين تمثل بالنسبة له الأهم على صحته، ومن هنا نعتبر فضيلته من أكبر المجاهدين الذين أسهموا بفاعلية كبيرة في نشر الدعوة للإسلام وإبراز محاسن الإسلام في الخارج.
ومضى صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز يقول: لقد فقدنا فعلا رجلا عالما وصالحاً وداعياً كبيرا قدم للإسلام والمسلمين الكثير من العمل الصالح وله كثير من المؤلفات والكتب والفتاوى التي علينا ان نقتدي بها.
ترك عملاً خالداً
وهذه الأعمال هي العمل الصالح الذي سوف يظل خالدا يذكرنا ويذكر كل إخواننا المسلمين بهذا الداعية الكبير الذي لم تقتصر أعماله على الدعوة والإفتاء والإرشاد وإنما امتدت لتشمل اعماله أعمالا خيرية وإنسانية للمحتاجين والفقراء والجمعيات الخيرية ومراكز الاطفال المعاقين في داخل المملكة وخارجها.
السير على نهجه
وكشف سموه من خلال علاقاته الشخصية مع فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين بأن المرحوم بإذن الله حتى في آخر أيامه ظل يواصل إلقاء محاضراته وندواته عن الإسلام والمسلمين ويعطي فتاويه للجميع بدون كلل أو ملل لأنه كما أسلفت كان يشعر دائما أن ما يقوم به من عمل صالح لما فيه خير المسلمين ونفعهم هو أهم من أي شيء لديه.
وإنني من هنا وعبر هذا المنبر الإعلامي أعتبر وفاته وفقدانه خسارة مؤلمة وموجعة جداً ليس لدينا في المملكة فحسب وإنما في جميع أقطار العالم الإسلامي,وأدعو كل من تتلمذ على يده أو درس في مدرسة فضيلته أن يسيروا على نهجه ويعملوا لإكمال رسالته.
ومما تجدر الإشارة إليه أن العلاقة التي تربط صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز بفضيلة الشيخ محمد بن عثيمين قوية والتقدير الذي يكنه له سموه كبير فقد كان في مقدمة مستقبلي فضيلته في مطار الطائف عند قدومه من خارج المملكة بعد رحلته العلاجية، علما بأن سموه كان على اتصال مستمر بفضيلته أثناء فترة إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج.
وفي ختام حديث سموه دعا الله سبحانه وتعالى ان يتغمد فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين برضوانه ومغفرته وان يجعل ما قدم في ميزان حسناته وان يسكنه فسيح جناته, إنا لله وإنا إليه راجعون.
|
|
|
|
|