| الثقافية
داخل هذا النص من سيرتي الذاتية المثقلة برماد الذاكرة سأتحدث عن سيرة أكاد أجزم بأنها مختلفة ولعل ما سأكتبه هنا ما هو إلا شكل من أشكال الصراع في زمن حلزوني لا شبيه له إلا الجنون بالمعنى الحصري للكلمة, لقد كان مسقط رأسي في مدينة جدة المتكئة في زهو على ساحل البحر الأحمر الساحر عام 1961م، من أب نجدي وأم مدنية، وبعد خمسة أعوام انتقلت مع عائلتي الى العاصمة الجديدة التكوين الرياض وعشت فيها كل أحلام الطفولة وما تحمله من متغيرات وتحولات، قاسية، فقد شاءت الأقدار ان تتوفى والدتي وتتسع حياتي لكل الأحزن والنتوءات، تركت لي طفليها وكنت لهما أماً وأنا بأمس الحاجة الى أم, لم أتلق تعليمي على مقاعد الدراسة كالآخرين، كان تعلمي القراءة والكتابة اجتهادا ذاتيا، اعتمدت في خطواته الأولى على كتيب التعبير والانشاء للصف الثاني في ذلك الوقت، ثم بدأت تتشكل لديَّ رؤى عميقة لحب الاطلاع والقراءة وفي سباق محموم مع الذات أخذت أقرأ كتب التراث والتراجم والتاريخ العربي وكل ما تقذف به دور النشر وتستطيع يداي ان تصل إليه من خلال المعارض الدولية للكتاب على امتداد الوطن العربي, كان شغفي كبيرا جدا بمعارض الكتب, وما يصاحبها من خدمات أدبية وملتقيات ثقافية, لقد علمتني القراءة الحرة والاطلاع الواسع على ثقافات الشعوب ما لم تعلمنيه المدارس والجامعات، كانت بداياتي بسيطة جدا حينما بدأت الكتابة عبر الصحف والمجلات المحلية وكانت مدهشة بشهادة الآخرين، ثم اتجهت لممارسة العمل الصحفي بعد أن عرفت جيداً كيف أدير آلية الحوار, كانت حواراتي حول حياة المثقفين في المملكة العربية السعودية وما صنعوه للتاريخ وكيف كانت الحياة الثقافية في تلك الفترة، وتعددت ارتباطاتي الصحفية لأكثر من مطبوعة داخلية وخارجية، فكتبت على سبيل المثال لا الحصر في مجلة المجلة العربية وصحيفة الشرق الأوسط والرياض والجزيرة ومجلة شؤون أدبية الاماراتية ومجلة كل الأسرة ومجلة الرافد ومجلة كتابات معاصرة اللبنانية, بعد ذلك أخذت كتاباتي اتجاها آخر حينما وجدت نفسي منتمية بكل جوارحي واحاسيسي الى كتابة الشعر دون أن أعرف أن ما أكتبه شعرا، حتى وصلني من المجلة التي أرسلت إليها نصي الأدبي معنوناً بشاعرة من السعودية، شيك بقيمة النص، وعندما اكتملت أدواتي أصدرت ديواني الأول عام 1997م بعنوان نقوش على وجه الماء بعد ذلك أصدرت رواية بعنوان أنثى فوق أشرعة الغربة عام 1998م ثم مجموعة قصصية عام 1999م بعنوان المذنبات والرماد وفي مطلع عام 2000م انتهيت من عمل روائي بعنوان رشح الحواس وهو تحت الطباعة الآن.
نورة المحيميد
|
|
|
|
|