| الثقافية
لا يملك المرء إلا الترحيب والاشادة بأي فعل من شأنه ابراز دور المرأة ويسلط الضوء على ما أسهمت وتسهم به في نهضة المجتمع، حيث انه ما زال يكتنف عطاءها كثير من التعتيم، سواء كان ذلك ناجما عن وضع المرأة قبل النهضة التعليمية أو عن تقصير واغفال مما يؤدي الى تحجيم دورها الكبير، ويقلل أهميته وبالتالي ينعكس سلبا على وضع المرأة ومستقبل مشاركتها في بناء الوطن.
لا شك ان اقامة معرض للإنتاج الفكري والعلمي والابداعي للمرأة في السعودية بدعم حرم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ورعايتها تعد مبادرة مسؤولة ستساعد في التعريف بدور المرأة العلمي الفكري, كما ان مثل هذه الفعاليات تعمل على تقريب المسافة بين واقع المرأة وطموحها الواعد بالكثير من العطاء.
إن اقامة هذا المعرض ينطوي على أكثر من دلالة ومعنى، يأتي في مقدمتها طموح هذه العاصمة ان تأخذ مكانة بارزة بين عواصم الأمم المتحضرة، والتحضر عادة يقاس بمستوى ما وصلت إليه المرأة، وان اختيار الرياض عاصمة ثقافية منجز حضاري وثقافي لم يكن ليتحقق لو لم تتظافر مختلف الجهود من قبل رجال هذا الوطن ونسائه، الذين لم يألوا جهدا في رسم الصورة المشرقة له، وان هذا النجاح يدخل عاصمة الوطن حقبة جديدة من تاريخها ولا شك ان من أبرز سمات هذه الحقبة تنامي دور المرأة، آخره اختيار الدكتورة ثريا عبيد في منصب دبلوماسي هو مديرة قسم أوروبا والبلدان العربية بصندوق الأمم المتحدة التي دشنت أفقا جديدا للمرأة في السعودية,, وخروجها من الغبش الىدائرة الضوء بفضل ما هيىء لها من قبل الدولة من تعليم وبفضل حيوية المرأة وتفانيها في استثمار الفرص السانحة، حتى أنها استطاعت على الرغم مما يثقلها من تركة الأمية والتخلف التي عطلت دورها لفترة طويلة، ان تلحق بأخيها الرجل، وان تحقق نجاحات باهرة في مجالات الحياة التربوية والأكاديمية وفي مجال الطب على الخصوص، حيث فتح لها الطريق ونالت تعليما متقدما أعطى ثمارا حظيت بتقدير المسؤولين، كما ان المرأة السعودية استطاعت بمثابرتها ان تقدم عطاءً متميزاً في القصة والشعر ووضعت علامات بارزة في الساحة الثقافية ولا ننسى مجال الاعلام والفن التشكيلي الذي يزهو بعطاءات المرأة المبدعة، وبصماتها في حركة الفن واضحة، وأرجو ان توسع دائرة معرضكم لتشمل هذه المجالات وأن توضع في الحسبان لاحقا على الأقل.
كما أني اتوقع نتائج ايجابية لهذه الفعالية إذا تظافرت الجهود لانجاحها، وأرى أنه من الضروري ان يساند هذا المعرض بأنشطة مرافقة: محاضرات، ندوات، أمسيات، للشعر والقصة، جناح للفن التشكيلي، وتخصيص جائزة تشجيعية لأفضل عمل ابداعي ولأفضل بحث علمي، وقبل كل ذلك الاعلان المكثف والاتصال بمثقفات المجتمع ذوات الشأن بالحياة الفكرية والعلمية والمهتمات سواء كان ذلك في مجال التعليم والاعلام أو العاملات في سلك الطب والأعمال وذلك لحشد أكبر قدر من الفاعلات والمتفاعلات، وأرى أيضا ضرورة نقل هذه التجربة في المستقبل الى فعاليات الحرس الوطني الثقافية، أعني مهرجان الجنادرية وذلك لضمان استمراريتها وتعميم فائدتها وللخروج بها من نطاق محدود الى أفق أرحب.
*مكتبة الملك فهد الوطنية
|
|
|
|
|