| العالم اليوم
كثير من الشعوب الإسلامية ابتليت بالعديد من النكبات والمشاكل التي يعود النصيب الأكبر منها للقوى الاستعمارية والمعادية للإسلام والأنظمة الفاسدة والشريرة التي لا يهمها أرواح البشر فتحولت تلك الأنظمة من ولاة أمر يفترض أن تعمل وتجتهد لمساعدة من هو تحت ولايتهم الى أجهزة وأدوات لتعذيبهم وزيادة البلاء من حولهم، وزاد من الطين بلة ان ما يسمونهم بأمراء الحرب تولوا الحكم فشردوا شعوبهم الى خارج بلدانهم يبحثون عن المأوى والغذاء، ويشكل العديد من الاقطار الإسلامية النسبة الأكبر من اللاجئين في العالم فبالاضافة الى اللاجئين الفلسطينيين الذين تسبب اليهود في طردهم من وطنهم بمساعدة القوى الاستعمارية بدءاً من بريطانيا التي مهدت لليهود الاستيلاء على فلسطين مروراً بالاتحاد السوفياتي الذي مدهم بالرجال وألمانيا بالمال على شكل تعويضات وأخيراً وليس آخراً أمريكا التي لا تزال تمد إسرائيل بالمال والقوة العسكرية والدعم السياسي، ثم الصومال الذي لا يزال ابناؤه مهاجرين في الدول المجاورة والعراق الذي يعد ربع سكانه هاربين ثم افغانستان الذين لا يزال المهاجرون من أبنائه يتوافدون على الدول المجاورة وبالذات على باكستان التي يصلها مئات الأفغانيين يومياً بالرغم من اقدام سلطات الحدود الباكستانية بإغلاق معابر الحدود امامهم منذ أكثر من شهرين، ويهرب الافغان من بلادهم الى إيران وباكستان وطاجيكستان هرباً من الجفاف والحرب الداخلية المحتدمة بين طالبان ومعارضيها.
ولأن هؤلاء اللاجئين يعيشون في ظروف معيشية بالغة القسوة فقد أدت موجات البرد القارص التي ضربت مناطق عدة في باكستان وتحديداً في الاقليم الشمالي الغربي سرحد الى وفاة ثمانية عشر طفلاً من أبناء اللاجئين الافغان بسبب عدم مقدرتهم على مواجهة البرد، وقد واجه قبل ذلك سبعة اطفال افغان نفس المصير قبل ايام عندما لم تتمكن عائلاتهم من الحصول على ما يكفيها من الطعام والأغطية لمقاومة البرد الشديد الذي حصد أرواح هؤلاء الأطفال أثناء اقامتهم مع الآلاف من المهاجرين الأفغان في العراء.
ويواجه عشرة آلاف مهاجر افغاني مصيراً قلقاً فلم يتمكنوا من دخول أراضي جمهورية طاجيكستان بسبب منع سلطات الحدود في تلك البلاد لهم من دخول اراضيها ويقيمون منذ اسابيع في جزيرة صغيرة تقع في نهر يمثل حدوداً طبيعية بين افغانستان وطاجيكستان، ولان المنطقة هذه تشهد اوضاعا مناخية سيئة فإنه يخشى ان يموت العديد من هؤلاء اللاجئين الذين وصلوها مشياً على الأقدام، وبعد ان نفذ ما جلبوه من متاع قليل.
وهكذا تقضي الشعوب الإسلامية فالذين يفرون من الحروب التي تشنها القوى المعادية للإسلام من قوات أجنبية مباشرة، او قوات تعمل تحت مسميات دول إسلامية، او يقتلون بيد ابناء ديانتهم التي تحرم القتل، يقتلون برداً ويموتون جوعاً، ظلماً وعدواناً من اخوانهم في الدين الذين اصبحوا عوناً لاعداء الإسلام بوعي منهم او بدون وعي.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|