| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
في الأسابيع الماضية عاش الطلاب والطالبات بهجة صوم رمضان المبارك وانتهت بهجة الصيام بعيد الفطر المبارك والآن عاد فلذات أكبادنا إلى نهل العلم من جديد, وهنا لا بد ان تعلم الأم خاصة انه يقع على عاتق الاسرة والقائمين على رعاية شؤون الطلاب والطالبات تهيئة الجو المناسب للربط الزمني بين فترة الانقطاع وبدء الدراسة وذلك عن طريق استمالة الابناء نحو القراءة والدرس وحثهم على المذاكرة والانتباه الفعلي وتهيئة الجو داخل الفصول والبذل والعطاء والمناقشة المفيدة من اجل الاستفادة من كل دقيقة قبل بدء الاختبارات.
وعلى الأب تقع مسؤولية التشجيع والحث المتواصل لاستقبال هذه الايام مع الحرص على الاستفادة التامة وإيجاد جو من الود والتراحم والوداد والتفاهم بين افراد الاسرة لعيش ابنائنا بجوٍ مريح.
كما أتمنى ان يكون الجميع قد استفاد من الاجازة بمراجعة الدروس وتقوية الضعفاء والاستفادة من الوقت.
وها هي الاختبارات تدق الأبواب وان سيناريو الامتحان يتطلب وعيا كبيرا من اولياء الامور لتهدئة روع الابناء وبث روح الهدوء والطمأنينة في النفوس, وإن الامتحان في مفهومه التربوي ليس غاية في حد ذاته بل هو وسيلة للتقويم في العملية التعليمية بمعناها الكبير وبذلك فهو ليس شبحا لقياس مدى قدرة الطلبة على الاستيعاب والتحصيل.
فالاستعداد للامتحان هو اولى خطوات النجاح والسبيل الوحيد لزرع الثقة في النفوس والقضاء على ما يسببه في نفوس الطلبة من خوف ورهبة لذلك لا بد من الدراسة الجادة طوال العام والاخذ بالمثل (لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد).
فالامتحان هو المحطة الآمنة بعد طول انتظار وليس ذلك المجهول الذي نركبه,, وليبعد الطلبة هذا المثل الذي يقول (عند الامتحان يكرم المرء أو يهان) لأنني بصراحة ضد هذه المقولة لأن هناك بعض الاسباب قد تكون قاسية ايام الامتحانات فتشتت عقل الطلاب رغم انهم يكونون من الاوائل,, وقد يرسب أحدهم ولكن لا يعني رسوبه انه كسول او انه انسان فاشل وعلى الاهل عدم زجره لأن شعوره الداخلي بالفشل يكفيه.
وعلى الجميع ان يرددوا (من طلب العلا سهر الليالي),, لأنه من المؤكد ان من يريد النجاح يسهر الليالي للمذاكرة والمجد والاجتهاد ويجتهد في سبيل الحصول على معدلات عالية وبذلك يسعد قلبه وقلب اسرته.
فالطمأنينة الطمأنينة ايها الطلاب والطالبات والهدوء الهدوء اثناء تأدية الامتحان فالخوف والقلق والتوتر ممكن ان يشعركم بالصداع والدوار والقيء,, فاستعينوا بالله وابدؤوا بقراءة الاسئلة مثنى وثلاثا وابدؤوا بالاسهل فالاصعب في الاجابة ولا بد من التركيز اثناء الاجابة ومراجعة ورقة الاسئلة والاجابات قبل تسليمها نهائيا.
ومن المعروف ان بعض الطلبة والطالبات يخافون من النسيان حيث أفادت بعض التجارب انه عندما نتعلم فإن كمية نسيان تحدث خلال اليوم الاول فالذين يقرؤون فصلا من كتاب ينسون 46% من قراءته بعد يوم واحد إذا قرأ بدون تركيز أما بعد شهر فمقدار ما ينسى فيه يصل إلى 81% وتكون الحالة اكثر سوءا عند محاولة تذكر ما يسمع اثناء الدروس والمناقشة والمحاضرات.
ويعود السبب في ذلك إلى ان التذكر يزداد سوءا في حالة ما نسمع إليه نحن في القراءة لانه في الثانية يستطيع الانسان ان يبطئ ويفكر ويعيد القراءة مرة اخرى كما انه يتمكن من استخدام الذاكرة المرئية (رؤية الكلمات).
وقد ذكر علماء النفس عدة نقاط ممكن ان تساعد الطلبة على التذكر وهي:
التحمس لموضوع الدراسة، واختيار ما ينبغي تذكره اي لا بد من تلخيص النقاط الهامة على هامش الكتاب ولا بد من تنظيم الافكار والمعلومات لأن ذلك يساعد على تذكر المعلومات والافكار والقوانين بسرعة وسهولة, ولا بد من تنظيم الوقت والنوم باكراً والصحو باكراً وشرب كوب من العصير الطازج صباحا لأن افضل اوقات المذاكرة في الصباح الباكر لراحة الجسم وصفاء الذهن.
* أعزائي : أبناؤنا امانة في اعناقكم ايها المدرسون ايها الآباء والامهات اعطوا الابناء وقتهم الكافي في المذاكرة وهيئوا لهم سبل الاستقرار والراحة والهدوء وكونوا عونا لهم ليتخطوا اختباراتهم بهدوء.
لاشك ان الاختبار عزيزٌ وذليل للبعض فهو اكبر وازع وأكبر سائق يوصل إلى اقتناء المعارف والعلوم والصنائع والفنون التي تكسبه الحمد وحسن الذكر وتفيده وتعود على بلاده وأمته بالخير والسعادة.
والاختبار هو السبب الوحيد الذي يقوي خلق التنافس في نفوس أفراد الامة فيعملون ويبحثون وهم في ذلك متنافسون فيظهر في الامة اناس ينفعونها ويرفعون شأنها يكونون عونا لها على اية نازلة اوملمة والامتحان هو الذي يرفع درجة الفقير العالم، ويحط من شأن الفتي الجاهل ويعطي كل انسان حقه.
* أعزائي : هذا هو الامتحان الدنيوي نسعى له ونشد له الهمم ونسهر ونعمل كل الاجراءات والاحتياطات لننال النجاح وليحصل كل مجتهد فيه على الدرجات العليا وليتباهى بين أترابه بنجاحه وشهادته وعقله العلمي وعلاماته المميزة يذاكر ليلا ونهاراً ويبدو قلقا من النتيجة.
فما بالنا غداً أمام الامتحان النهائي للحياة والامتحان الحقيقي حيث نكون بين يدي رب العزة والجلال.
يا ترى ماذا اعددنا لهذا الامتحان هل نذاكر من اجله ايضا,, هل نعد له العدة هل نعمل المستحيل لننال رضا الله ونحمل كتابنا بيميننا بإذن الله.
أرجو ذلك وأرجو للجميع النجاح في الامتحان الدنيوي والامتحان في الآخرة والله أسال ان يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى ولكل مجتهد نصيب.
وسيلة محمود الحلبي
|
|
|
|
|