| الاخيــرة
الواسطة عادة اجتماعية متوارثة في أمتنا على وجه الخصوص، وهي تتسع حينا، وتضيق حينا آخر، حسب ظروف الحياة ومتطلبات المواقف، وهي ليست جديدة أو مختلفة، لكنها ترتقي أحياناً في قيمتها لتصل إلى حد الأولويات، وذلك تبعا لنمط المجتمع الذي تنتشر فيه.
والواسطة في الشرع تعني الشفاعة، والشفاعة أمر مؤكد في الكتاب والسنة، ولكنها فيهما مشروطة ولا تفهم على إطلاقها، بعكس الواسطة التي تعترف بها بشرط أوحد, وقد يصل الأمر بالبعض إلى الظن بانه عشم ,, أو حبة خشم قد يكون لها مفعول السحر فتحيل الباطل حقا او العكس,, وقد تنصف مظلوماً أو تناصر ظالما,,!
ومع أن الشفاعة الواسطة البشرية دنيوية بحتة، وهذا ما يجعلها قاصرة الهدف أحيانا إلا ان فيها من الخطورة ما قد يصل إلا عتق رقبة أو حماية مال او استرداد حق ضائع، ولكن التجاوز فيها يكون باستخدامها في مجال السلب حتى مع علم مستخدميها بذلك!
وفي مجتمعنا اليوم، يظن البعض أنه في إمكانه أن يستخدم الواسطة بذات الوسيلة والإمكانية التي كانت عليها منذ ألف سنة أو يزيد، ويتناسى أنه قد يكون في مدينة يزيد عدد سكانها عن خمسة ملايين نسمة، وأن هناك من النظم والقوانين ما قد يحول دون أن تأتي هذه الواسطة أكلها بالسرعة والنجاح اللذين يظنهما طالبها.
والأكثر غرابة في طالبي الواسطة أيامنا هذه أنهم قد يطلبونها من عدة أطراف في آن معا,, وما يتبع ذلك من حرج، أو إخفاق، أضف إلى ذلك اعتبارهم ذلك واجبا لا مناص لك منه، وليس لك فيه منة أو أفضل,, تبي تسعى فيها,, وألا ترى واحد غيرك مواعدني !!
وحين تبدي عذرك بأنك لا تستطيع التوسط لعدم معرفة، أو لقلة نفوذ، فإنك في هذا غير مقنع، ولست ملبيا للعشم !!.
أنت إذن أمام خيارين أحلاهما مر: إما أنك في بداية الأمر محرج، أو أنك في نهايته مصرّف ,, وتاليتها؟!!.
|
|
|
|
|