| محليــات
كثيراً ما يتفكَّر المرء ويتملَّى في الأساليب والطرق العديدة التي ينتهجها المعلِّمون وأساتذة الجامعات في تعليمهم وتدريسهم لمن يقع من الدارسين بين أيديهم,,.
ولما لوحظ في عموم نتائج التعليم على مختلف مستوياته وعلى وجه الخصوص على المردود الذي يخص نتائج التدريس في العلاقة القائمة بين المنفِّذ المعلم والأستاذ وبين المتلقِّي الدارس يؤكد أن الدارسين يقعون بمعنى أنهم في كثير لا يكسبون.
والأمر المتوقع في هذه العملية التعليمية التربوية أن تكون بالغة الدقة، شديدة الوعي، قوية الأسس,,, كي تؤدي إلى نتائج من أولها إفادة الفرد الذي هو الدارس بصفته الذاتية الفردية المجردة، كي يتم من خلال الأفراد الخلوص إلى نتائج جمعية ايجابية,,.
فعملية التدريس شاقة وهامة وبالغة الخطورة,,.
ولعل المدارس ما قبل الجامعة تكون هي المنطلق لما يؤسسه منفذو التعليم فيها من تمكين الخبرات العلمية، وتدريب القدرات الأدائية وجعل الفرد مؤهلاً لتلقي الخبرات ذاتياً وفردياً عن تبلور قدراته في الأخذ وفي توظيف آلياته نحو إظهار مهاراته في نتائج تعود أولاً عليه,, ومن ثمَّ على ما سواه,,.
ولعل الجامعات بعدها تكون منطلق التأسيس الأشمل والتركيز على المهارات الأعقد، وعلى القدرات الأخص,,.
ولكن؟!
ما الذي يحدث,,, وقد بُحِّت الأصوات؟!,,.
قيل لي إن هناك في قاعة من قاعات الدرس الجامعي منح أستاذ درجة لطالب في أحد الاختبارات الفصلية والطالب لم يؤدِ الاختبار,,,، وقيل إن إحدى الطالبات في قاعة درس جامعي أجابت في مناقشة عن أسئلة دون أن تتعرَّف إليها أستاذة المقرر وعند سؤالها لأستاذتها عن أمر تسجيل اسمها كي لا تفقد درجة المشاركة، أجابتها الأستاذة بأنها تعرف كافة أسماء الطالبات، وعند رصد النتيجة لم تجد الطالبة درجة المشاركة!!,,.
وقيل إن مدرساً في المرحلة الثانوية ذكر معلومة علمية خاطئة وعندما صوَّبها له أحد التلاميذ أخرجه من الفصل لوقاحته !!,,.
وقيل إن بعض مدرسي المواد العلمية في بعض المدارس يخطئون في حلِّ المسائل العلمية، وبعضهم يخطىء في ذكر القاعدات العلمية للدارسين!
وهناك من مدرسي اللغة العربية من لا يجيدها، وفي اللغة الأجنبية من يكثر من أخطائه!!,,,،
وهناك من أساتذة الجامعات من لا ينكر على الدارسين توارد الخواطر في البحوث أو الواجبات بحجة أنهم في مقتبل خبراتهم العلمية الأمر الذي يساعد على تفشي أمر الاعتماد على الآخر في تجميع المعلومات.
وكثيرة هي الأمثلة على الأساليب الخاطئة في نقل الخبرات، وفي العناية الفائقة بالمهارات والقدرات الخاصة للدارسين وصقل ملكاتهم وتدريب أذهانهم، وتمكينهم من أبجديات البحث والتفكير وأساليب التحليل والمقارنة، وطرق الوصول إلى حلول ومن ثمَّ جعلهم قادرين على الوصول إلى نتائج ذات أثر فعَّال يدفعهم ويحفّزهم ولا يجعلهم مجرد أرقام على طاولة شطرنج الواقع تحرِّكهم الأهواء والرياح كيما تكون، ولا يكون لهم أي أثر في حياتهم الخاصة أو العامة,,,، وتكون لهم المدارس والجامعات مجرد محطات يمرون بها ولا تترك فيهم أي أثر,,.
إن السؤال الكبير الذي يظل يُلاحق مهما صال وجال المتحدثون عن تطور التعليم وأساليبه هو: إلى متى تظل معايير اختيار المعلم والأستاذ معايير ورقية؟!
وحتى يتم فكُّ طلاسم هذا السؤال,,.
سوف يظل الواقع يختنق بالإجابة,,.
فمن يخرجها من الحلق أو من بلعوم الزجاجة ,, ؟!
|
|
|
|
|