اليوم يجدر أن أقول رثائي
يا صاحب الفضلى من العلماء
عشنا سنين وأنت فينا رائد
ومعلم في منهج الفضلاء
عشت التواضع والسماحة والندى
متسامحاً حتى مع الجهلاء
ذهل الصغار على الشفاه تساؤل
جاد الكبار بمدمع وبكاء
ومواكب تترى تزف عزاءها
جاءت معبرة بكل وفاء
فمن القلوب تضرع وتودد
وتفيض ألسنةٌ بخير دعاء
يا راحلاً عنا فدتك قلوبنا
كيف السلو عن القريب النائي؟
قد شيعتك الى المقابر صفوة
ممن سما في صحبةٍ واخاء
أحببتهم في الله والكل انبرى
قد ودعوك بدمعة وعزاء
لو كان لي الشعر الفداء لعانقت
درر القوافي سياق رثائي
أمضيت عمرك داعيا ومعلماً
وبنيت جيلاً نابه الآراء
ان المعارف وهي اعظم منة
خلعت عليك ملابس السعداء
وشكرت رباً كم تلوذ بركنه
وصبرت محتسباً لكل بلاء
ان الذي جعل العقيدة نوره
قد سار في طهر مع الحنفاء
ماذا تقول اذا تقدم راحل
إن الرحيل نهاية الأحياء
في ذمة الله الذي برأ الورى
إن المنايا قُدرت بقضاء
فإلى جنان الخلد يا علماً هوى
لك في رحاب الله حسن جزاء