| متابعة
ماذا عسانا أن نقول؟ نحن قد فقدنا عالماً من أعلام الأمة الإسلامية بلغت فتاواه مشارق الأرض ومغاربها, ماذا عسانا أن نقول؟ ونحن نعيش لحظات الحزن والأسى عندما فقدنا شيخنا ووالدنا والد الجميع الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته, إننا لا نستطيع أن نقول شيئاً أو نتحدث في شيء ونحن الذين نقرأ في كتاب الله العزيز: وبشر الصابرين, الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون, أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ,ومن هذا المنطلق الرباني كان واجباً علينا الصبر والاحتساب والقناعة والرضا بقضاء الله تعالى وقدره حتى لا نترك للجزع مكاناً في قلوبنا ولا ندع للشكوك مجالا ولا للهلع فرصة، وما علينا إلى الصبر و المصابرة أمام المصائب وما أحوجنا لذلك, نعم لقد فقدنا عالماً جليلاً له ثقله ووزنه وسيترك موته فراغاً كبيراً ليس في اسرته فحسب؛ وليس في مجتمع مدينته عنيزة فقط، بل إن الفراغ سيكون واسعاً وشاملاً وكبيراً؛ إن هذا الفراغ سيجاوز الأمة العربية إلى العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه.
وسيكون هذا الفراغ جرحاً في قلب العالم الإسلامي لن يستطيع تجاوزه بسهولة ولكن الإيمان الراسخ القوي سيجعل المؤمنين بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياًورسولاً سيجعلهم يصابرون أمام هذا المصاب العظيم,إن فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله قد ترك للأمة الإسلامية إرثاً في علوم الفقه والعقيدة والشريعة وسيكون لهذا الإرث موقع في قلوب الأمة وهو أمانة في أعناق الجميع تتناقله الأجيال بأمانة فالكتب والمؤلفات وأشرطة الأحاديث واللقاءات المسجلة والخطب وصلت إلى كل أركان العالم ومناحيه وضربت بخيراتها في كل مكان وكان فضيلته رحمه الله حريصاً على نشر العلم لتعم الفائدة والمنفعة الجميع.
رحم الله شيخنا رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألهم المسلمين جميعاً الصبر على فراقه.
إنا لله وإنا إليه راجعون , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
سليمان علي النهابي
عنيزة
|
|
|
|
|