أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 14th January,2001 العدد:10335الطبعةالاولـي الأحد 19 ,شوال 1421

متابعة

مات بقية السلف الصالح
الحمد لله القائل: كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة والقائل: كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون .
فقد أتانا يوم كنا نخافه وساعة كنا نخشى شهودها,, وخبر كنا لا نود سماعه وعلم لا نود معرفته,, فما هو الموت يغيب رجلا فاضلا نحبه في الله ونجله:
شيخنا الجليل الفقيه الزاهد خطيب الخطباء وعالم العلماء محمد الصالح ابن عثيمين الاب الروحي لنا، وهو من كان لنا في عصرنا كما قال القائل:


هو حجة لله قاهرة
هو بيننا أعجوبة الدهر

فماذا بقي لنا ,,, ؟ أي حزن أصابنا ,,,؟ وأي ألم زاد في قلوبنا ,,,,؟ بل أي مصاب هو مصابنا؟ فما أشبه اليوم بالأمس,, فمنذ أن ودعنا في العام المنصرم شيخ زماننا الامام العلامة ابن باز يرحمه الله ما جفت مآقينا ,, فلنا في كل يوم حال بفقد العلماء، ومرض الأحبة وتقتيل المسلمين في أنحاء الأرض، فها هو جرح الاسلام الدامي في فلسطين ما زال ينزف والقدس تصرخ وما من مجيب.
فعند الله نحتسب فقد عالمنا العابد ابن عثيمين رحمه الله والى الله نشكو حالنا وحال المسلمين انه بنا رؤوف رحيم.
ان الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين يرحمه الله اسم يعرفه الصغير قبل الكبير,, رجل قضى حياته في خدمة الاسلام والمسلمين، قضى عمره المبارك في طلب العلم والدعوة إلى الخير، وربى الامة والأجيال القادمة بأقواله وصدقها بأفعاله، يحسبه من يراه رجلا من السلف الصالح أكرمنا الله بوجوده,, لزهده ومخافته لله وقوته في الحق، حيث كان لا يخشى في الله لومة لائم ولتواضعه مع الناس جميعا: الرجل والمرأة والغريب، والكبير والصغير، احب الله بكل ما فيه فأحبه الله وانزل محبته في قلوب الناس، وكان سندا عظيما للداعين للخير والآمرين بالمعروف، معينا على كل امر فيه صلاح الامة واستقامتها، يعمل في طاعة الله كأنه سيموت غدا، ولأن الله احبه فقد ابتلاه بالمرض، والرسول صلى الله عليه وسلم قال:
أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على حسب دينه، فان كان في دينه صلابة شدد عليه في البلاء فكان صابرا على الألم والمرض، محتسبا، مجاهدا في هذه الدنيا لآخر لحظة لم ينقطع عن طلابه، ولا عن نشر علمه، ولا عن عبادته، ولم يتخل عن صاحب حاجة او سؤال على رغم ما هو فيه من الألم كما قال ذلك من رآه.
انه الرجل المجاهد بكل ما في هذه الكلمة من معان عظيمة,, وعلى مثل هذا الرجل والله فلتبك البواكي,قال الله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ,ولكنها الدنيا التي لا يأمن عاقل فطن مكرها، دار الابتلاء والفناء، وما يجري عليها من احداث تجعل كل مسلم عاقل يعرف انه في طريق الموت سائر وانه لربه ملاق.


لا يدفع المرء ما يأتي به القدر
وفي الخطوب اذا فكرت معتبر

فموت العلماء انما هو فقد للعلم، وهذه مصيبة عظيمة تصاب بها الأمة الاسلامية وان من علامات يوم القيامة قبض العلم بموت العلماء.
وبفقده نعزي أنفسنا ونعزي أهل بيته ونعزي طلابه وتلاميذه ومحبيه ونعزي المسلمين والمسلمات في هذا العالم، والموت حق على كل حي في هذه الأرض، ولن يبقى الا وجه الله ذي الجلال والاكرام، وامة الاسلام قد اصيبت بمصيبة اعظم وأكبر من هذه حينما فقدت نبيها وقد قال الله تعالى: انك ميت وانهم ميتون ونذكرهم بقوله صلى الله عليه وسلم:
يا أيها الناس ايما احد من الناس، أو من المؤمنين، أصيب بمصيبة فليتعز بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فان احدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي اشد عليه من مصيبتي .
وكما قال القائل:


واذا اتتك مصيبة تشجى بها
فاذكر مصابك بالنبي محمد

قال الله سبحانه: ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم، دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم ان الحمد لله رب العالمين .
فاللهم ارحم شيخنا وأعظم أجره، ونور له في قبره، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، واجعل البركة في ذريته وخليفته وعلماء هذه البلاد وسائر علماء المسلمين من بعده.
هدى بنت سلطان القحطاني
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved