عندما تلاطمت رياح الحزن والفراق,, برياح الأخوة والمحبة، أحدثت دوياً عالياً على عالمنا الإسلامي,, فانسكبت الدموع وخيّم الحزن والأسى على الجميع!!
في حينها عجزت أناملي عن الامساك بقلمي,, وابتلت أوراقي بقطرات دمعي,, واحتجزت كلماتي سكوناً ورفضاً للخروج,, فأبى قلمي إلا أن يسطر ما يكنه ضميري,, وما يحمله قلبي,, فسال قلمي بالدموع حبراً وبالسطر دماً وحزناً,.
كان ذلك يوم الاربعاء الخامس عشر من شهر شوال لعام واحد وعشرين بعد الأربعمائة والألف,.
عندما تفجر في مسامعي خبر وفاة فضيلة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله ذلك الخبر الذي كان وقعه اشدّ من انفجار قنبلة أو بركان,, شفتاي عجزتا عن الحراك,, تلألأت عيوني بمياه دمعي,, تجرعت مرارة النبأ,,.
,, ما أصعب فقدان صفوة من خلق الله نذر حياته للعلم والتعليم والنصح والإرشاد,, لم يمنعه مرضه من إلقاء الدروس فنفع الأمة بعلمه وعلومه,, فأحبوه وبكوا عليه عند فراقه,, رحمك الله يا شيخنا,, لا ترد اسئلة ومناقشة طرحها عليك المستفسرون أو مسألة اختلف فيها بعض العلماء,, الدقة والتحري نهجك دائما,, والقوة والثبات ديدنك في الفتوى,, فديت نفسك من أجل مرضاة الله سبحانه,, انتقلت من دار السؤال الى دار القرار، رحلت وقد سبقك كوكبة غير قليلة من العلماء والمشايخ اللهم لا تفتنا بعدهم ، رحيلك أتى بعد عام الحزن ليجدد لنا حزنا آخر,, فغبت عن الوجود لكنك حي في القلوب ولا نزال نذكرك مهما طالت بنا السنون ونذكر درسك وإرشادك، نذكر وعظك ونصحك، كتبك بين أيدينا ننهل من علومها، وفتواك بين اسماعنا ننصت إليها بكل شغفٍ وتعطش ففقدانك خسارةٌ فادحة على أمتنا الإسلامية,, وكما قال بعض السلف مثل هذه النجوم في السماء، إذا بدت للناس اهتدوا بها، وإذا خفيت عليهم تحيروا، وكانوا مصابيح الدجى، وأئمة الهدى، يقتدي بهم أهل التقوى .
** وفي النهاية: نرفع الأكف التي بللتها الدموع وندعو الله أن يأجرنا في مصيبتنا ويخلف لنا خيراً منها، وأن يلهمنا وذويه الصبر والثبات إنا لله وإنا إليه راجعون .
عطارد عبدالعزيز الصمعاني
بريدة
|