|
| متابعة
الحمد لله مقدر الأقدار، ناسخ الآثار، كتب الآجال وقدر الأعمار، أحمده على جزيل فضله المدرار، وأصلي على النبي المختار، محمد سيد الأبرار، وعلى آله الطيبين الأطهار، ومن تبعهم بإحسان الى يوم القرار، وبعد:
العقد الثالث من هذا القرن الخامس عشر ليس كأي عقد، إنه عقد وفاة العلماء، كواكب هوت، ونجوم أفلت، خطفتها المنون، وحجبت نورها بواطن الأرض، كل ذلك في هذا العِقد، ليته لم يأتنا، وليتنا لم نأته، ابن باز ابتدأه ثم ألباني ثم ثم ثم ثم واليوم ابن عثيمين ويا ويح قلبي أوَ مضى شيخ الشيوخ، وعالم الزمان، مرشد الظمآن والحيران، أوَ مضى بدر الدجى وشمس الضحى، هل مضى؟ هل انقضى؟ ليت شعري هل تعلم المنون من أخذت؟ ليت شعري هل تعلم الأرض من غيبت؟ أوَ يدرك حبري نعيي للدنا؟ أم أن حبري عشق الأشجان؟ أو يعلم الورق رسم حروفي؟ أم أن حرفي ألِف الأحزان؟ يا ويح قلبٍ قطعته مآسٍ ومزقته النواعي.
فهل يا ترى سيكتفي هذا العِقد بما أخذ منا من كواكب ونجوم؟
هل يا ترى ستكتفي الأرض بما غيبت في أحشائها من علماء؟
وعلّي أختم حديثي بهذه القصة الطريفة التي حصلت للشيخ في حج احدى السنوات حيث كان الشيخ رحمه الله خارجاً من الحرم يريد الذهاب الى دار الإفتاء فاستوقف احد التكاسي فركب معه، فسأله صاحب التاكسي، أين تريد؟ فقال الشيخ أريد الذهاب الى منى الى الإفتاء, وفي أثناء الطريق سأل السائق الشيخ من أين؟ فقال الشيخ؟ من عنيزة, فقال السائق: من ديرة ابن عثيمين؟ فقال الشيخ: انا ابن عثيمين, فضحك السائق وقال للشيخ: إذاً فأنا ابن باز, فقال له الشيخ: ولكن ابن باز أعمى ولا يقود السيارة, فقال السائق: كيف تقول لي إنك ابن عثيمين؟ فقال الشيخ نعم أنا ابن عثيمين.
فنظر السائق الى وجه الشيخ وأوقف سيارته فجأة في وسط الطريق ونزل وأكبَّ على الشيخ يقبِّله ويبكي ويقول: والله الذي لا إله غيره إني كنت سأبيع السيارة بعد الحج فأما الآن فلو وزنوا لي بها ذهباً ما بعتها وأنت قد ركبتها، فبتسم الشيخ ودعا له.
عزاؤنا في مصيبتنا بنبيِّنا صلى الله عليه وسلم، وصحابته من بعده وكذاك التابعون لهم بإحسان، نسأل الله عز وجل أن يجيرنا في مصيبتنا ويخلف لنا خيراً منها.
عبدالعزيز بن عبدالله الغنام
القصيم المجمع الخيري بشمال بريدة
|
|
|
|
|
