| القرية الالكترونية
نعى الديوان الملكي في الاسبوع الماضي وريثا آخر من ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلكم هو العالم الجليل الفقيه الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين يرحمه الله.
وعزى الديوان المسلمين كافة على فقده إثر مرض عضال لازمه فترة طويلة.
وانتقل خبر وفاته عبر الإنترنت ليصل الى مختلف بقاء الارض ويعلم بوفاته الملايين قبل ان يصلى عليه بل بعد ان سجي بلحظات, وريعت العيون المسلمة بقراءة خبر وفاته على صفحات الإنترنت التي كانت الاولى في رصد الخبر ومتابعة تفاصيله والوسيلة الاكثر فعالية في تبليغ المسلمين به وهو الخبر الذي احزن القلوب وأدمع العيون في مظهر اثبت مكانة الشيخ في قلوب المسلمين شتى.
وقد جاء وقع وفاته اليما على المسلمين كافة، وظهر ذلك على مواقع الانترنت وخدماتها المختلفة جليا وبصورة لم تشهدها الإنترنت من قبل, وقد دلت ردود الفعل على مكانة الشيخ العظيمة في قلوب المسلمين وهي مكانة لم ينلها من معاصريه أحد خلا ثلة قليلة كسلفه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله .
وجاء هذا المصاب الجلل ليهز قلوب ابناء الامة الإسلامية لمصابها في اعز ابنائها:
ورثة النبي صلى الله عليه وسلم الذي لم يورث دينارا ولا درهما وانما ورث هذا العلم وجاء تقارب وفاة الشيخين مؤلما لما لهما من حب وتوقير في قلوب المسلمين.
وقد عكست الإنترنت بمختلف قنواتها هذا الحب والمكانة التي ظهرت ساطعة ناصعة وتسابق المسلمون بمختلف مشاربهم لتبادل الخبر وابرازه في مواقعهم, وانتشرت بعائث البريد الإلكتروني تحمل التعازي بين المسلمين ليواسوا بعضهم بعضا في هذه المصيبة ويدعوا مخلصين ان يغفر الله للشيخ ويرحمه ويجزيه خير الجزاء ويبارك في خلفه من علمائنا ويوفقهم لحمل الامانة واداء الرسالة.
وقد ابرزت الجمعيات الإسلامية في مختلف دول العالم من الولايات المتحدة الامريكية وحتى اليابان خبر وفاته في صفحاتها الاولى, وقدم القائمون على منتديات الحوار العربية تعازيهم لأبناء الامة الإسلامية في فقيدهم ليظهر جليا لكل منصف ان محبة الشيخ ومكانته في قلوب المسلمين عظيمة جليلة.
ورغم ان الشيخ كان يعاني من المرض من فترة ليست بالقصيرة الا ان وفاته جاءت مؤلمة لايملك المسلمون تجاهها الا الصبر وطلب الرحمة والمغفرة وعظيم الاجر له رحمه الله، وقد تابع مرتادو منتديات الحوار العربية اخبار الشيخ ابان مرضه واثناء وجوده بالمستشفى وطوال شهر رمضان، ودرج الكثير ممن حول الشيخ على ايصال أخباره الى تلك المنتديات لطمأنة المسلمين بشأن صحته رحمه الله.
وقد أسهب عدد من اصحاب المواقع الإسلامية في الحديث عن سيرة الشيخ رحمه الله وعن علمه وعمله وجهوده العظيمة في سبيل نشر العلم الشرعي التي كان من آخرها انجاز الموقع الذي خصص له رحمه الله على الإنترنت لنشر تراثه العلمي الثري.
وكان من اللافت للنظر تنوع الاساليب التي اتبعها مختلف مستخدمي الانترنت في نشر اخبار الشيخ, فقد قام بعضهم بتغيير اسمه في مواقع الحوار المتناوب والتخاطب الصوتي والنصي واستخدام عبارات مثل اللهم عاف الشيخ ابن عثيمين و ادعو لشيخكم ابن عثيمين وذلك اثناء مرضه ثم ظهرت عبارة أحسن الله عزاءكم في الشيخ ابن عثيمين وما الى ذلك من الاسماء المستعارة لتحل محل اسمائهم معربين بذلك عن خالص المحبة للشيخ.
وبعد ان اعزي الجميع بوفاة الشيخ اسأل الله تعالى ان يرزق ذويه الصبر والسلوان وان يجبرهم في مصيبتهم ويرحم الشيخ ويسكنه فسيح جناته ويخلف الشيخ فينا بخير وان يوفق علماءنا الاجلاء لسد ذلك الثغر الذي انكشف ويبارك في جهودهم وينفع بعلمهم ويعينهم على خدمة هذا الدين ونشر العلم الشرعي بين المسلمين كما كان اسلافهم من العلماء رحمهم الله.
Khalid@4u.net
|
|
|
|
|