| الثقافية
والحياة كما نعرفها ميدان تتصاول فيه النفوس, وتجتال في حلبته الآراء في انسياب وانعكاس وتداخل يجعل الناس منقسمين على أرضيته أقساماً متعددة الاتجاهات ومتباينة في الفكر والمعتقدات, والتقاليد والعادات.
وقف الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر وألقى نظرة على تعدد الديانات وما يحكمها من قوانين متباينة الأحكام ليثبت لأصحاب المذاهب والفرق المختلفة انه ليس كمثل الدين الإسلامي دين, ولا كمذهب الإسلام مذهب، فقال ذلك شعراً منه قوله:
وحياة الإنسان ميدان حرب
ماله عن ورودها مناص
وأخو الدين يحتمي من أذاها
بحسام عضب ودرع دلاص |
وليحقق بأن الدين الإسلامي هو الذي يمنح العقل طموحاته, وهو بأحكامه وبقوانينه وسماحة تشريعاته يكفل السعادة, ويحقق الإنصاف لجميع البشرية بلا استثناء، فهو عام لا يخضع لدولة, ولا لأي ظرف زماني أو مكاني, لانه قانون سماوي قال تعالى في سورة البقرة الآية 136،137،138 :قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون، فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون .
ويقول الشيخ محمد الخضر من القصيدة نفسها:
إنما الدين عزة وعفاف
يصرف الطرف عن وجوه المعاصي
وحجاج مثل القواضب إن لم
يك إلا اليقين وجه الخلاص
وقوانين إن تصدت لفصل
أخذت بالقلوب لا بالنواصي
لو تراءت للعين يوماً لقلنا
هل لهذا الجمان من قناص |
وحتى لا ينساق نشؤنا خلف بهارج المذاهب التي تعادي الإسلام بالتستر حينا وبالمجاهرة حيناً آخر وتنافي أحكامه بقوانينها الوضعية, وتعصي تعاليمه, فإنه لابد أن نزرع في قلوبهم حب الإسلام, ونوضح لهم عدالة الإسلام, ونقارن لهم بين القوانين الوضعية المقصرة عن حماية الإنسان وحفظ حقوقه وصيانة عرضه والقوانين السماوية التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها, يقول الشيخ محمد الخضر من القصيدة نفسها:
فمن الخير أن يشب على آ
دابه نشؤنا بغير خصاص
ويح نشء من الصَّباء بطان
ومن الرشد والتقاة خماص |
|
|
|
|
|