| المجتمـع
* تحقيق : مروان عمر قصاص
عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله حتى عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله بالعناية والرعاية والاهتمام في كافة المجالات الاجتماعية والتعليمية والتربوية والصحية والاقتصادية وغيرها من المجالات ومن ابرز هذه المجالات مجال التعليم حيث نصت المادة 154 من السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية على ان الدولة تهتم بتعليم الفتاة وتوفر الإمكانات اللازمة ما أمكن لاستيعاب جميع من بلغن سن التعليم وتتيح الفرصة لهن في أنواع التعليم الملائمة لطبيعة المرأة التي تفي بحاجة البلاد.
ويأتي اهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بتعليم المرأة ادراكا منها بأن تعليم المرأة هو الركيزة القوية لنهضة الأمة فمنذ صدور الخطاب الملكي الكريم عام 1379ه الموافق 1959م القاضي بافتتاح مدارس لتعليم البنات وتعليم المرأة يسير بخطى حثيثة معتمدا على خطط شاملة مرسومة تهدف إلى إعداد الفتاة السعودية لتكون اما وزوجة ناجحة ومواطنة صالحة ومربية قديرة وعالمة متخصصة تسهم في بناء المجتمع السعودي المتطور بعلمها وفكرها وفق حاجة المملكة ومتطلبات المجتمع السعودي في إطار مقتضيات الدين وضوابط الاخلاق وتقاليد المجتمع.
وتفعيلا لهذا الاهتمام تأسست الرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1380ه وبدأ تعليم البنات في المرحلة الابتدائية وتم افتتاح اول فصل لإعداد المعلمات في نفس العام 1380ه كما كان من مظاهر النمو السريع المبكر في تعليم المرأة افتتاح أول كلية للبنات بالرياض عام 90/1391ه على الرغم من ان اول مدرسة ابتدائية حكومية للبنات لم يكن قد مضى على افتتاحها سوى عشر سنوات فقط.
وكانت الرئاسة العامة لتعليم البنات منذ تأسيسها ومازالت حتى الآن تسعى جاهدة لتحقيق هذا الاهتمام على أرض الواقع وذلك بتوفير المباني المدرسية المجهزة بأحدث الوسائل التعليمية وتوفير المقررات والمناهج الدراسية التي تخضع دائما للتطوير والتحديث لمواكبة تطورات وتقدم العلم والفكر والثقافة، كما قامت بتوفير المدرسات واعضاء هيئة التدريس من أهل التخصص والكفاءة العالية، علاوة على وجود النواحي الإدارية والخدمية المساعدة وذلك لدعم وتطوير العملية التعليمية والتربوية بما يتناسب مع قيم وتعاليم ديننا الحنيف والمجتمع السعودي المتميز.
وفي هذا التحقيق نلقي الضوء على آراء ومقترحات بعض طالبات كلية إعداد المعلمات للأقسام الادبية التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات بالمدينة المنورة حول بعض الاجراءات والخدمات الموجودة في الكلية من منطلق ان التطوير والتحديث لا يأتي إلا من خلال معرفة الواقع واستطلاع آراء اصحاب العلاقة.
في البداية تقول الطالبة م,ع, ان من أهم الموضوعات التي نأمل ان تجد الرئاسة لها حلا هو موضوع خروج الطالبات من الكلية عند الانتهاء من محاضراتها، والمعمول به الآن ان جميع الطالبات يخرجن في وقت واحد الساعة الواحدة ظهرا غالبا في حين ان بعض الطالبات ينتهين من محاضراتهن في الساعة العاشرة صباحا ويبقين في الكلية حتى موعد الخروج.
وتقول ان خروج الطالبة عند الانتهاء من محاضراتها يعود بفوائد تشمل مساعدة الطالبة الأم على اداء رسالتها السامية في تربية الأبناء والاهتمام بهم وما يعود من ذلك من فوائد على الطفل وعلى المجتمع عموما، إضافة إلى توفير الوقت لها للعناية بشؤون منزلها بدل الاعتماد على الخادمات وما يتبع ذلك من مشكلات تربوية واخلاقية في بعض الاحيان على الأطفال علاوة على ان ليس في مقدور جميع الطالبات تأمين خادمات فبعضهن يبقين اطفالهن لدى امهاتهن أو غيرهن.
وتضيف الطالبة م,ع, ان خروج الطالبات عند الانتهاء من محاضراتهن يؤدي بالتالي إلى عدم الازدحام الشديد في الحركة المرورية الذي يتكرر يوميا أمام الكلية التي يوجد بها أعداد كبيرة من الطالبات اللاتي يخرجن في وقت واحد خاصة وان الكلية تقع على طريق سريع وهو طريق السلام والأرض الكبيرة الموجودة أمام الكلية لا تستوعب جميع السيارات، إضافة إلى انها غير مهيأة ومعدة اساسا كمواقف للسيارات، كما ان صاحب الأرض قام مؤخرا بوضع رصيف حولها ولا تستطيع السيارات الصغيرة الوقوف فيها.
وتوضح الطالبة ك,م, انه رغم الموافقة على أنظمة الرئاسة العامة لتعليم البنات التي تراعي طبيعة الطالبة السعودية المسلمة وتقدير كل جهودها وانظمتها إلا انه لابد ان يكون هناك فرق في التعامل بين طالبات التعليم العام في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية وبين طالبات الكلية معلمات المستقبل ونسبة كبيرة منهن متزوجات ولديهن أطفال وأسر يقمن برعايتهن.
وتشير إلى ان نظام خروج الطالبة عند الانتهاء من محاضراتها يمكن للرئاسة دراسة هذا الموضوع ووضع الضوابط اللازمة لتنظيم وترتيب ذلك مثل اصدار بطاقة للطالبة او ولي امرها او غيره خاصة وان بعض الجامعات السعودية تطبق هذا النظام منذ فترات طويلة وهو ناجح ومريح للطالبات خاصة المتزوجات، كما يمكن لأولياء امور الطالبات الذين لا يرغبون في خروج الطالبات بعد انتهاء المحاضرات تقديم هذه الرغبة للكلية لتحقيقها وذلك لأننا كنا نعتقد ان حارس الكلية هو السبب وهو يقول ان هذه تعليمات المسؤولين في الكلية والمسؤولون في الكلية يقولون هذه رغبة اولياء الأمور وبعض أولياء الأمور يقولون هذه تعليمات وأنظمة الكلية والرئاسة، والسؤال ألا يوجد حل أو نظام يرضي جميع الأطراف؟ ولم نعد ندري من هو المسؤول رغم قناعتنا بوجود مسؤولين في الرئاسة العامة لتعليم البنات على مستوى عال من الكفاءة والوعي والمسؤولية ونوجه لهم هذه الرسالة للنظر في موضوعنا بشكل جدي وعملي واملنا بهم كبير بعد الله سبحانه وتعالى.
أما الطالبة م,ش, فتقول: إضافة إلى المطالبة بخروج الطالبة بعد انتهاء محاضراتها وهذا شيء جيد للغاية نتمنى ان يتحقق فإن عملية خروج الطالبات من الكلية اليومية ليست ثابتة وغير محددة فأحيانا يفتح الباب للخروج الساعة الثانية عشرة ظهرا واحيانا الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا واحيانا الواحدة ظهرا وبالتالي لا نعرف وقت الخروج بالضبط فيضطر اولياء الأمور للقدوم للكلية لنقل الطالبات قبل الساعة الثانية عشرة والنصف وينتظرون في هذا الجو الحار جدا خروج الطالبات وبعضهم كبار في السن وبعضهم برفقتهم أطفالنا ايضا ينتظرون ويشكل ازدحام السيارات منظرا مزعجا يعيق حركة السير ويرهق رجال المرور، وفي نفس الوقت يتكدس الطالبات على البوابة مشكلات ازدحاما رهيبا في انتظار الفرج وتفتح البوابة، فلماذا لا يكون وقت الخروج محددا تعلمه الطالبة وولي الأمر لانهاء هذه المعاناة التي تحدث في بعض الأيام.
وتذكر الطالبة ل,م, ان الكلية هي الوحيدة من ضمن الكليات في المدينة التي تتأخر بشكل كبير في تسليم مكافآت الطالبات وتصل احيانا إلى اكثر من سنة خاصة ان بعض الطالبات يعتمدن على هذه المكافأة في تأمين كتب وملابس وغيرها، وتضيف ان الكلية لا يتوفر بها تلفونات عامة تابعة لشركة الاتصالات السعودية مثل بعض الكليات الموجودة مما يضطر بعض الطالبات في حالة الضرورة عندما يكون لديهن اطفال مرضى او ظروف طارئة اللجوء لتلفونات الكلية والغريب انه رغم محدودية هذه التلفونات والازدحام الشديد في بعض الأحيان عليها تدفع الطالبة ريالا مقابل كل اتصال بالهاتف,
وتقول ان بعض الطالبات تفرض ظروف عمل أولياء أمورهن القدوم لأخذهن في وقت طويل أو متأخر بعد خروج الطالبات وهن يقفن في الشمس ولا تتوفر مقاعد لجلوسهن او حتى مظلات تقيهن حرارة الشمس الرهيبة, ان الذي يمر في الشارع العام بعد خروج الطالبات ويرى هذا المنظر يشعر بالأسى والحزن على هؤلاء الطالبات اللائي تركن بيوتهن واطفالهن ليأخذن نصيبهن من العلم والمعرفة.
|
|
|
|
|