| مقـالات
قدر لي أن أكون بين جمع من التربويين والقياديين الذين استمتعوا بحديث معالي وزير المعارف الأخ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد, بدأ معالي الوزير حديثه وهو يبدو منفعلاً ومهموماً وقلقا بسبب عدم رضاه عن مستوى الجدية والانضباط في العمل والحضور المدرسي، خصوصا في الأيام الأخيرة من رمضان والأيام التي سبقت الاختبارات النهائية, وحاول الجمع كلهم استكناه هذه الظاهرة وتقصي مسبباتها, فمن قائل ان الأمر يعود إلى أن المعلمين استكملوا المنهج ولم يعد يجد بعض الطلاب مبررا للحضور إلى المدرسة، ومن قائل ان المعلمين أنفسهم يوحون إلى طلابهم بعدم أهمية حضورهم, والبعض يعزي الأمر إلى ضعف اهتمام الآباء في متابعة تعليم أبنائهم, وهناك من يرى أن القيادات المدرسية عاجزة عن ان توصل رسالتها واضحة إلى كل المعنيين بها، بل انها لم تكن حازمة بالقدر الكافي في هذا الأمر, ومن جهة أخرى، يرى البعض ان هناك من الطلاب والآباء من يتصور أن الصيام في رمضان يتطلب أن يبقى الوقت والجهود المبذولة عند الحدود الدنيا, وهنا طلب معاليه تشكيل فريق عمل ليقوم بتوجيه رسالة واضحة للجميع تؤكد على أن شهر رمضان لم يكن في يوم من الأيام مدعاة للنوم والتكاسل، وقال معاليه: ألم يكن هذا الشهر هو شهر العمل والإنجازات في صدرنا الإسلامي؟ والحق ان كل هذه التصورات حول ظاهرة الغياب الطلابي الجماعي لا تبتعد كثيرا عن الحقيقة.
وعموما يجب ألا ننظر إلى المدرسة على انها مؤسسة منعزلة عن نظامنا الاجتماعي الأكبر, أنها جزء من هذا النظام الاجتماعي وجزء من ثقافته، تتأثر بها وتؤثر فيها، إلا ان فعل مجتمعنا في المدرسة في الوقت الراهن بما يعتوره أحيانا من خلل لا يزال حتى الآن أقوى بكثير من فعل المدرسة في المجتمع, إن حركة التراخي التي يمر بها كثير من أفراد مجتمعنا انعكست سلبا على اضطلاعهم بأدوارهم المتوقعة منهم وبالتالي على الدور الذي يفترض أن تؤديه المدرسة, يجب أن نقر بأن المدرسة لدينا ما زالت تتأثر سلباً ببعض ممارساتنا الاجتماعية وببعض السياسات التي تصنع خارج دائرتها، الأمر الذي يضعف من تأثيرها المتوقع.
E-mail:Alomar20@yahoo.com
|
|
|
|
|